للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ودخولها على الفعل أكثر. قوله: (أن تُريني) المصدر المنسبك من أن وما دخلت عليه في محل نصب مفعول به لتستطيع وقوله: (كيف كان. . .) إلخ كيف اسم مبني على الفتح لأنه إما شرط أو استفهام فهو مبني على الحالتين ولهذا أي كونها شرطًا أو استفهامًا لا يعمل فيها إلا ما بعدها ويدل على إسميتها صحة دخول الحرف عليها بلا تأويل كما في قولهم:

"على كيف تبيع الأحمرين" يعني الخمر واللحم، وصحة إبدال الاسم الصريح منها في قولك كيف زيد أصحيح أم سقيم وتأتي لمعنيين أحدهما وهو الأكثر: أن تكون استفهامية فتكون خبرًا لما لا يستغنى عن الخبر من مبتدأ باق على رفعه أو منسوخ بأحد النواسخ نحو "كيف أنت" "وكيف ظننت زيدًا" فإن وقعت قبل ما يستغنى لتمام الجملة بعدها أعربت حالًا نحو "كيف جاء زيد" قلت: ومنه ما في الحديث هنا (كيف كان رسول الله يتوضأ).

قال ابن هشام -رحمه اللهُ-: "وعندي أنها تأتي في هذا النوع مفعولًا مطلقًا أيضًا" وخرج عليه قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ} التقدير أي فعل فعل ربك وكيف مدَّ الظل لتعذر الحال، وقد تكون مع جملتها التي بعدها بدلًا من اسم كما في قول الشاعر:

إلى الله أشكو بالمدينة حاجة ... وبالشام أخرى كيف يلتقيان

وقيل: إنها تكون ظرفًا وتعقب بأنها لا تدل على الزمان ولا على المكان وزعم عيسى بن وهب أنها تكون عاطفة وجعل منه قول الشاعر:

إذا قل مال المرء لانت قناته ... وهان على الأدنى فكيف الأباعد

بجر الأباعد، ورد بأنها هنا خبرٌ لمبتدأ محذوف والتقدير فكيف الهوان على الأباعد فحذف المبتدأ وحرف الجر وبقى الاسم المجرور كما في قول الشاعر:

إذا قيل أي الناس شر قبيلة ... أشارت كليب بالأكف الأصابع

أي إلى كليب فحذف الحرف وبقى العمل، المعنى الثاني: أن تكون شرطًا غير جازم لأنها تخالف أدوات الشرط في لوزم فعلين بعدها متفقين في اللفظ والمعنى نحو قولك كيف تجلس أجلس، وكيف تقوم أقوم، ولا يجوز الجزم ولا مخالفة الفعلين، فلا تقول: كيف تقوم أجلس، واستشكل على

<<  <  ج: ص:  >  >>