للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الواو والياء فيما بعدها وهو المبدل من الهمزة كخبى في خبيئ ومقروا في مقروء، وجمع الخطيئة في الأصل خطائيء على فعائل، فلما اجتمعت الهمزتان قلبت الثانية ياء لأن قبلها كسرة ثم استثقلت والجمع ثقيل وهو معتل فقلبت الياء ألفًا ثم قلبت الهمزة الأولى ياء لخفائها بين الألفين وسمع جمعها على خطاءات. قال الشاعر:

ولا يسبق المضمار في كل موطن ... من الخيل عند الجد إلا عرابها

لكل امرئ ما قدمت نفسه له ... خطاءاتها إن أخطأت وصوابها

وقد تقدم الكلام على الخطيئة والخطايا: ٦٠.

وخروج الخطايا: كناية عن الغفران كخروج الإِنسان منها في قوله: (خرج من ذنوبه)، وفي رواية في حديث عمرو بن عبسة (خرّت) بدل (خرجت) والخروج للأجسام، والخطايا ليست بأجسام فهو كناية عن الغفران، وهذا الحديث وما في معناه كحديث عمرو بن عبسة ظاهره العموم وهو محمول عند الأكثرين على الصغائر دون الكبائر, لأن الكبائر لابد فيها من التوبة النصوح وهذا وإن كان خلاف الظاهر لكنهم حملوه على ما ورد مقيدًا من قوله: "ما اجتنب الكبائر" وقوله: "ما لم تغش الكبائر" وقوله تعالى: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ} الآية ونحو ذلك و (الأشفار) جمع شفر بالضم وهو أصل منبت الشعر في الجفن ويسمى الشعر هدبا والفتح فيه أي في الشين من شُفْر لغة والشفر أيضًا بالفتح ناحية كل شيء. والشفر بالفتح ويضم بمعنى الواحد من الناس قال ذو الرمة غيلان بن عقبة:

تمر بنا الأيام ما لمحت لنا ... بصيرة عين من سوانا على شفر

• وقال الآخر:

رأت إخوتي بعد الجميع تفرقوا ... فلم يبق إلا واحد منهم شفر

و(الأظفار) جمع ظفر بالضم ثم بالسكون وبضمتين أيضًا والكسر لغة وقيل شاذ وأظفور ويجمع أيضًا أظافير وقيل هو جمع الجمع ويكون للإِنسان وغيره.

قال تعالى: {حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ} وهو ما دخل في اللحم فإن دخل فيه اللحم فهو حافر وخف، وجعل الجوهري الأظفور جمعًا وغلّطه صاحب القاموس وأنشد قول الشاعر:

<<  <  ج: ص:  >  >>