-إن شاء الله- وقال ابن السكن: يقال له صحبة معدود في المدنيين، وروى عنه عطاء بن يسار" اهـ المراد منه، فتبين بهذا أن الراجح فيه أنه صحابي بل ينبغي رد قول من نفى صحبته لثبوت روايته عنه - صلى الله عليه وسلم - مصرحًا بالسماع منه؛ لأن المثبت مقدم على النافي فمن حفظ حجة على من لم يحفظ.
• التخريج
أخرجه مالك في الموطأ بهذا الإسناد كرواية المصنف والحاكم كذلك وصححه. قال: ولم يخرجاه وليس له علة وإنما أخرجا بعض هذا المتن من حديث حمران عن عثمان وأبي صالح عن أبي هريرة وأخرجه الإِمام أحمد من طرق عن عبد الله الصنابحي وكذا أخرجه عن أبي عبد الله من طريقين وعند ابن ماجه من رواية سويد بن سعيد حدثنا حفص بن ميسرة حدثني زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد الله الصنابحي فذكره وتقدم الكلام على بعض طرقه في ترجمة الصنابحي وله شواهد منها حديث عثمان وأبي هريرة وتقدمت الإِشارة إليهما وحديث عمرو بن عبسة عند مسلم والمصنف وغيرهما وحديث أبي سعيد الخدري كذلك فالحديث صحيح لصحة الرواية بسماع عبد الله الصنابحي منه - صلى الله عليه وسلم - وتقدم إسناد بعض روايات أحمد وهو ما رواه عن روح وهو ابن عبادة بن العلاء القيسي حدثنا مالك وزهير بن محمَّد قالا: حدثنا زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار قال: سمعت عبد الله الصنابحي سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول فذكر الحديث وهذا إسناد صحيح لا شبهة فيه كما قدمنا، وفيه التصريح بسماع الصنابحي من النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا علة للحديث إلا تهمة الإرسال وقد انتفت، والله أعلم، وهو الموفق للصواب.
• اللغة والإِعراب والمعنى
(الخطايا) جمع خطيئة على وزن فعيلة وهي الذنب إما مطلقًا وإما العمد فيه لأنه الذي يؤاخذ به، وقال رؤبة:
يا رب إن أخطأت أو نسيت ... فأنت لا تنسى ولا تموت
ويجوز في همزها الإِبدال لأن الهمزة إذا وقعت قبلها ياء ساكنة زائدة للمدَّ لا للإِلحاق، أو واو كذلك تقلب ياء مع الياء وواوًا مع الواو فتدغم