للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقوله: (ما هذا) استفهام إنكاري أي أي شيء هذا الوضوء المخالف بالزيادة على الفرض أي لِمَ تتوضأ هذا الوضوء؟ فما استفهامية مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ واسم الإِشارة خبرها والوضوء تفسير لاسم الإشارة فهو بدل منه وقوله: (يا بني فروُّخ) فروخ قيل إنه من ولد إبراهيم ولا يثبت وهذا اللفظ من ألقاب العجم أو بعضهم عند العرب إما نسبة لأحد أبناء إبراهيم إن صح ذلك أو لأحد أجدادهم أو لقب لهم، كل ذلك محتمل فكأنه يقول: أنتم هاهنا معاشر العجم لأنهم يتسرعون إلى الإِنكار لقصورهم في العلم غالبًا والخطاب لأبي حازم سلمة بن دينار وهو من موالي العجم.

وقوله: (لو علمت أنكم هاهنا) لو حرف شرط كما تقدم ومراده بهذا أنه لو علم أن بحضرته من ينكر عليه لما فعل لأنه أمر غير واجب والمعروف خلافه فهو عرضة للتشويش على العوام فتركه بحضرتهم أولى وليس فيه أمر من الشارع حتى يبين وإنما هو شيء فعله باجتهاده.

وقوله: (خليلي) يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - والخليل من استولت محبته على القلب حتى تتخلل مسالكه كما قال الشاعر:

تخللت مسلك الروح مني ... وبذا سمي الخليل خليلًا

والخلة: الصداقة والمحبة الخالصة وهي الخلال قال تعالى: {لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ}. وفي الحديث: "لو كنت متخذًا خليلًا غير ربي لا تخذت أبا بكر خليلًا" لأنه - صلى الله عليه وسلم - لا تستولى على قلبه محبة غير ربه، (والحلية) بالكسر ما يتحلى به أي يلبس للزينة ومنه قوله تعالى: {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ} أي يتربى بالزينة ليرغب فيه ومنه قول الشاعر:

وما الحلى إلا زينة مستعارة ... تكمل من حسن إذا كان قصرا

فأما إذا كان الجمال موفرا ... كحسنك لم يحتج إلى أن يسور

وأل في الحلية يحتمل أنها للعهد الذهني أي التي ثبت الوعد بها في الحديث الذي ذكره. وفي قوله تعالى: {يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ} وقال تعالى: {وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ} جعلنا الله وإخواننا ووالدينا منهم ومن دعا لنا بخير وتقدّم الكلام على لفظ: "حيث" وأنها ظرف مبني مقطوع عن الإِضافة منوى فيه معناها وهي من الظروف التي لا

<<  <  ج: ص:  >  >>