للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ورواية البخاري كرواية المصنف من طريق السلمي وكذلك ابن خزيمة والطيالسي وابن الجارود ونحوه ابن حبان وهو عند غيرهم من طرق مختلفة وسياقات مختلفة مع اتفاقهم على أصله.

• اللغة والإِعراب والمعنى

قوله: (كنت رجلًا مذاءً) مذَّاءً صفة لرجل ورجلًا خبر كان وهي صيغة مبالغة من كثرة خروج المذي والمذي بالتخفيف والمذي بالتشديد ماء أبيض لزج يخرج قطرات عند اللذة بالمداعبة ونحوها، يقال: منه مذى الرجل وأمذى ومذي إذا خرج منه المذي وهو أحد الأنواع الأربعة التي تخرج من الذكر والثاني: المني وهو النطفة وسيأتي حكمه والكلام عليه، والثالث: البول، والرابع: الودي وهو ماء أبيض يخرج بأثر البول وليس يجب منه إلا ما يجب من البول وهو نقض الطهارة الصغرى ووجوب الإستنجاء منه وغسل ما وقع عليه من البدن أو الثوب فحكمه حكم البول وقوله: (فاستحييت) الفاء سببية أي بسبب كون ابنته تحتي استحييت يقال استحييت واستحيت بمعنى والحياء: خجل وانكسار يعتري الإنسان عند ملابسة ما يكره له مما يعاب عليه أو ينتقد منه، وهو خلق محمود لأنه يمنع من ارتكاب القبائح ولهذا جاء مدحه في الشرع، وقوله: (كانت ابنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. تحي) أي زوجي وهي فاطمة وقوله: (أن أسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -). فالمصدر المنسبك من أن وما دخلت عليه في محل جر بحرف جر محذوف وقوله: (فقلت) الفاء سببية أي فبسبب الاستحياء أمرت إلخ، ويحتمل أنها عاطفة.

وقوله: (فقلت لرجل) يحتمل أنه المقداد وهو مصرح به في أكثر الروايات ويحتمل أنه عمار وهو أيضًا مصرح به في بعضها كما سيأتي إن شاء الله وفي رواية للطحاوي "فأرسلت المقداد" وفي رواية أخرى له ولأبي داود: "أن عليًا هو الذي سأل". وسيأتي نحوها للمصنف ووجه الجمع: أن يكون عليٌ ذكر المذي وعنده المقداد وعمار فأرسلهما، فسأل كل منهما رسول الله ويحتمل أن المقداد سبق عمارًا أو العكس وأما الرواية التي فيها: (فسألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) و"فذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -" فهي محمولة على أنه أراد أنه سأله بواسطة أحد الرجلين وأما ما ذكره ابن حبان من الجمع بكونه

<<  <  ج: ص:  >  >>