للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• التخريج

أخرجه البخاري وأحمد وابن ماجه وأشار له الترمذي.

• اللغة والإعراب والمعنى

قوله: (خرج مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) أي في غزوة خيبر: (وعام) ظرف منصوب بخرج (وخيبر) بلد بالحجاز معروف وكانت لليهود حتى أجلاهم منها عمر لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد ما فتحها صالحهم على العمل فيها على شرط أن المسلمين إذا شاءوا أخرجوهم وغزوة خيبر كانت في شهر صفر سنة سبع من الهجرة وبينها وبين المدينة أربع مراحل أو خمس وكانت تعد ريف الحجاز وبها معاقل وحصون، فوعد الله المسلمين بفتحها في قوله: {وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا} فتم لهم ذلك قيل إنها سميت باسم أول من سكنها وهو رجل من العماليق قال بعض العلماء وكان اسمه خيبر بن قانية بن مهيا، وخيبر ممنوع من الصرف لأنه اسم للبلدة للعلمية والتأنيث (وحتى) للغاية وقوله: (كنا بالصهباء) أي نزلنا بها والصهباء بالمد موضع قريب من خيبر على روحة منها، وقوله: (وهي أدنى خيبر) أي أقرب أطرافها من جهة المدينة والجملة يحتمل أنها حالية ويحتمل أنها استئنافية.

وقوله: (دعا) أي طلب (والأزواد) جمع زاد وهو ما يتخذه الإنسان لسفره من الطعام والمعنى طلب ممن معه بقية من الزاد أن يأتي به لأن الزاد كان عندهم قليلًا فأراد - صلى الله عليه وسلم - أن يدعو لهم فيه بالبركة.

وقوله: (لم يؤت إلا بالسويق) أي لم يكن عند أحد منهم شيء يأتي به غير السويق، والسويق: بالسين وقد يقال بالصاد ما يتخذ من الشعير أو القمح أو السلت بعدما يقلى فيدق وإذا أريد أكله يبل بماء أو لبن أو سمن أو رب أو غير ذلك لأنه يكون بعد السحق يابسًا ويصنع منه الشراب أيضًا، ولهذا تقدم حديث ابن الأخنس أن خالته أم حبيبة سقته سويقًا وأمرته بالوضوء وجمعه أسوقه وقال بعض العلماء: وذلك لانسياقه في الحلق والقطعة منه سويقة وقيل إنهم يأخذونه من الحنطة عندما تفرك أي يشتد حبها ويقلونها على النار ويسحقونها وله فوائد كثيرة، قيل: إن رجلًا عاب السويق بحضرة أعرابي فقال له: "لا تعبه فإنه عدة مسافر وطعام العجلان وغذاء المبتكر وبلغة المريض وهو

<<  <  ج: ص:  >  >>