الضحى وقيل: صلاة الفتح كما يأتي إن شاء الله، وفيه:(فقال: قد أجرنا من أجرت) بعد أن قالت له: زعم ابن أمي أنه قاتل رجلين من أحمائي قد أجرتهما، الحديث. وقولها (الفتح) أي فتح مكة، ولا يلزم أن يكون ذلك في نفس اليوم الذي دخل فيه، لأن العرب تسمي الوقعة من الوقائع باليوم ولو طالت أيامها كيوم الخندق ونحوه وتسمي الوقائع بالأيام، ومنه قول ابن كلثوم:
وأيام لنا غر كرام ... عصينا الملك فيها أن ندينا
وقال جرير:
إذا عُدَّت الأيام أخزيت دارما ... وتخزيك يا بن القين أيام دارم
وهو كثير في أشعار العرب، وفتح مكة في رمضان سنة ٨ من الهجرة. وقولها:(وفاطمة تستره) جملة حالية وهي محل الشاهد من الحديث حيث إن ابنته كانت تستره في حال الإغتسال بثوب. وقولها:(فسلمت) أي: على النبي - صلى الله عليه وسلم - كما في الروايات الأُخَر، وقوله:(من هذا) استفهام، وهو دليل على أنه لم يعرف صوتها, ولم تذكر أنه رد السلام عليها.
وقولها:(أم هانئ) أي: هذه أم هانئ، أو: أنا أم هانئ، حذف المبتدأ للعلم به على حد قول ابن مالك -رحمه الله-:
وحذف ما يعلم جائز كما ... تقول زيد بعد من عندكما
وقولها:(فلما فرغ) أي من غسله (صلى ثمان ركعات) وهي صلاة الضحى أو هي صلاة الفتح، وقد ورد التصريح فيها أنه يسلم من ركعتين، كما جاء أنه صلاها بتسليمة واحدة.
وقولها:(في ثوب) أي صلاها داخلًا في ثوب, لأن لابس الثوب داخل فيه.
وقولها:(ملتحفًا به) أي بالثوب، تفسير لكيفية لبسه لذلك الثوب، والإلتحاف: جعل الثوب ملحفة وهي التي تغطي عامة جسده، وملتحفًا: حال من الضمير في قولها (صلى).
• الفوائد والأحكام
وفي الحديث عدة فوائد: منها ما ترجم له المصنف وهو التستر عند