أخرجه البخاري ومسلم وأحمد وابن ماجه مختصرًا، وللدارقطني بدون ذكر الغسل، والحديث يأتي الكلام عليه إن شاء الله في المناسك. ومحل الشاهد منه هنا: أمرها بنقض شعرها، وتقدم الكلام على ذلك في الذي قبله.
• اللغة والإعراب والمعنى
قولها:(عام حجة الوداع) الحجة بالكسر الواحدة من الحج، وهو خلاف القياس لأن القياس في المرة من الثلاثي الفتح، كما قال ابن مالك رحمه الله تعالى:
وفَعلة لمرة كجلسة ... وفعلة لهيئة كجلسة
قال في اللسان: روي عن الأثرم: ما سمعنا عن العرب حَجَجْتُ حُجة ولا رأيت رأية، وإنما يقولون: حجة يعني بالكسر، ورؤية يعني بالضم، هو المعروف وهو خلاف القياس. وقال الكسائي: كلام العرب كله على فعلت فعلة يعني بالفتح، إلا قولهم حججت حجة ورأيت رؤية، فالحجة تقال على الوجهين: الفتح وهو القياس والكسر وهو شاذ وإن كان كثيرًا في الإستعمال، وقد ضبط الحديث في صحيح البخاري بالوجهين. قال القاضي عياض: في الحجة بالكسر للمرة لا نظير له في كلامهم والحجة أيضًا السنة، والجمع حجج. قال تعالى:{ثَمَانِيَ حِجَجٍ} وقال لبيد - رضي الله عنه -:
دمن تجرم بعد عهد أنيسها ... حجج خلون حلالها وحرامها
والحجة أيضًا شحمة الأذن الأخيرة أو ثقبة فيها، قال لبيد أيضًا - رضي الله عنه - يصف نساء:
يرضن صعاب الدر في كل حجة ... وإن لم تكن أعناقهن عواطلا
غرائر أبكار عليها مهابة ... وعون كرام يرتدين الوصائلا
والحجة: بالفتح: خرزة أو لؤلؤة تعلق في الأذن، أما الحجة: بالضم فهي الدليل والبرهان، قال تعالى:{حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ} وما يدفع به الخصم، وأصل الكلمة من الحج وهو القصد مطلقًا أو المتكرر، قال المخبل: