للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(أدنيت)، وهما بمعنى إلا أن (أدنيت) فيها زيادة أنها تقربه منه وذلك أخص من قولها (وضعت)، وهي أيضًا رواية للبخاري وفي رواية له: (صببت) ولمسلم كرواية المصنف (أدنيت) وقولها: (غسله) الذي يريد أن يغتسل به من الجنابة.

وقولها: (فغسل يديه مرتين أو ثلاثًا) الشك من الأعمش كما ذكره البخاري من طريق أبي عوانة عن ميمونة وفيه قال سليمان: "لا أدري ذكر ثلاثًا أم لا"، وفي رواية ابن فضيل عن الأعمش: "فصب على يديه ثلاثًا" ولم يشك كما في رواية لأبي عوانة في صحيحه, وذكر ابن حجر أن سماع ابن فضيل منه كان متأخرًا فلهذا قال: لعل الأعمش كان يشك ثم تذكر فجزم.

وقولها: (ثم أدخل يمينه) تقدّم الكلام على الاغتراف من الإناء، وأنه يكون باليمين بعد غسلها وما يتعلّق بذلك؛ في كتاب الوضوء.

وقولها: (فأفرغ بها) أي صب بها الماء على فرجه ليغسله، وهذه الرواية صريحة في كونه غسل فرجه قبل الوضوء. وقد تقدم قول الأعرج في حديث ميمونة "لا تذكر فرجًا ولا تباله" رقم ٢٣٧، وتقدّم في حديث عائشة التصريح بغسل الفرج أيضًا، فعدم ذكره في رواية الأعرج عن أم سلمة المذكورة لا ينفي حصوله.

وقولها: (غسله بشماله) تقدم أن يمينه كانت لطُهوره وشماله لما عدا ذلك، وتقدّم النهي عن الإستنجاء باليمين وعن مس الذكر باليمين، فلهذا لا يغسل الفرج باليمن ولكن يؤخذ بها الماء فيصب على الفرج ويكون الغسل بالشمال.

وقولها: (ضرب بها الأرض) تعني أنه بعدما استنجى بها ضرب بها على الأرض، مبالغة في التطهير وإزالة ما لعله يعلَق بها من رائحة ونحوها فهو يدلكها بالتراب بعد الماء، والدلك هو الحك والعرك، ومسح العضو ونحوه بالشيء بقوة، قال الشاعر (وهو شاهد لحذف نون الرفع بدون سبب):

أبيت أسرى وتبيتي تدلكي ... وجهك بالعنبر والمسك الذكي

وقولها: (دلكًا شديدًا) مصدر مبيّن للنوع وقولها: (ثم توضأ وضوءه للصلاة) أي وضوء كوضوئه للصلاة، وظاهره أنه كمل الوضوء حتى غسل رجليه، ولكنها صرحت بأنه غسلهما بعد إنتهائه وذلك محتمل لأمرين: إما أن يكون المعنى غسل الأعضاء التي تغسل في الوضوء، ولكنه كما في بعض الروايات: لما غسل ذراعيه خلل أصول الشعر وأفاض الماء ثم غسل الرجلين

<<  <  ج: ص:  >  >>