وقوله: (وهي طامث) الطامث هي الحائض، والطمث: من أسماء الحيض، قيل: إن أصله الجماع بالتدمية وهو الإفتضاض، يقال طمثها يطمثها ويطمثها بالكسر وبالضم: افتضها. قال الفرزدق:
دفعن إلي لم يطمثن قبلي ... وهن أصح من بيض النعام
أي أبكارًا لم يفتضضن، ولهذا قال بعده توضيح هذا البيت:
فبتن بجانبي مصرَّعات ... وبتُّ أفضُّ أغلاق الختام
وبهذا المعنى جاءت قراءة الأكثرين {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ}. وطمثت المرأة تطمث من باب نصر وسمع: إذا حاضت فهي طامث بدون تاء، والطمث أيضًا الفساد قال عدي بن زيد العبادي:
طاهر الأثواب يحمي عرضه ... من خنا الذمة أو طمث العطن
وجملة: (وهي طامث) حالية.
وقولها: (نعم) تقدم أنها حرف جواب.
وقولها: (يدعوني فآكل) الفاء عاطفة.
وقولها: (وأنا عارك) عركت المرأة تعرك عركًا وعراكًا وعروكًا بالضم: حاضت، وخصه اللحياني بالجارية، والجمع عوارك، قالت الخنساء بنت عمرو السلمية:
لا نوم أو تغسلوا عارًا أظلكم ... غسل العوارك حيضًا بعد أطهار
وقالت هند بنت عتبة -رضي الله عنها-:
أفي السلم أعيار جفاء وغلظة ... وفي الحرب أشباه النساء العوارك
ومما يدل على عدم اختصاصه بالجارية قول حجر بن جليل:
فغرت إلى النعمان لما رأيته ... كما فغرت للحيض شمطاء عارك
وفيه: دليل أيضًا على أن الوصف منه بدون تاء كما تقدم. وتقدم معنى العرق.
وقولها: (يقسم علي فيه) أي يحلف في شأنه أي لتأكلنَّ منه، وبقية الألفاظ تقدم شرحها.