قوله:(بابن لها) لا يعرف اسمه كما قال ابن حجر وغيره، وقد مات صغيرًا.
قلت: ولعله الذي تقدمت قصته في ترجمتها وأنها جزعت عليه فقالت للذي يغسله: لا تغسل ابني بالماء البارد فتقتله، فأخبر أخوها عكاشة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فضحك ثم قال:"طال عمرها" قال: فلا نعلم امرأة عمرت كما عمرت. وقولها:(لم يأكل الطعام) جملة في محل جر صفة لابن، والمراد بالطعام ماعدا لبن أمه.
وقولها:(فأجلسه) الفاء في هذه الجمل كلها عاطفة أي أجلس النبي - صلى الله عليه وسلم - الصبي المذكور في حجره، والحجر بكسر الحاء وتُفتح: مقدم بدن الإنسان إذا جلس، وهو مشترك بين عدة معان منها: القرابة، قال ذو الرمة واسمه غيلان:
فأخفيت دمعي من رفيقي وإنه ... لذو نسب دان إلى وذو حجر
أي قرابة مني، ومنها: العقل كما قال تعالى: {هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (٥)}، ويطلق على الفرج وعلى الحرام كما في قول الشاعر:
حنت إلى النخلة القصوى فقلت لها ... حجر حرام ألا تلك الدَّهاريسُ
وقد تقدم بعض هذا في حديث القراءة في حجر الحائض. والمعنى الأول هو المراد.
وقولها:(فبال) أي الصبي على ثوبه، أي ثوب النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وقولها:(فدعا بماء) أي طلبه.
وقولها:(فنضحه) أي صب عليه ذلك الماء، والنضح: الصب كما تقدم، ويطلق أيضًا على الرش بالماء نضح، وبيّنَت الرواية الأخرى أن المراد به هنا صب الماء على البول لقوله:(فأتبعه إياه) أي أتبع الماء البول، وفي رواية:(أتبعه بوله) وهي أصرح.
وقولها:(لم يغسله) أي لم يعركه وقد قيل: إنها مدرجة من قول الراوي: قال ابن عبد البر: قال بعض شيوخنا: (لم يغسله) ليس في الحديث، ثم ذكر أن ذلك لم يتبين عنده أي كونها مدرجة لم يتبين عند ابن عبد البر لصحة رواية مالك هذه.