للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

له في الجاهلية- ومع أمية ابنه علي، فلما رآهما بلال وكان أمية هو الذي يعذب بلالًا بمكة صرخ بالأنصار حتى قتلوه. وأبو جهل قتله ابن عفراء وابن عمرو بن الجموح، وقطع رأسه ابن مسعود فتحققت فيهم المعجزة واستجيبت فيهم الدعوة.

وقوله: (صرعى) أي مصروعين، وهو حال من الضمير في (رأيتهم). و (القليب) بفتح القاف وكسر اللام وآخره باء: البئر لم تطو، وقيل: القديمة التي لا يعرف صاحبها، وقيل: هي القديمة مطوية أو غير مطوية، وقيل: عامة في البدء والقديمة، وقيل: إذا طويت فهي الطوى، قيل: سميت قليبًا لقلب ترابها بالحفر، والجمع أقلبة قال عنترة:

كأن موشّر العضدين حجلا ... هدوجًا بين أقلبته مِلَاح

وجمع الكثرة قلبٌ قال كثير:

ومادام غيث من تهامة طيب .... بها قلب عادية وكرار

والكرار جمع كر وهو الحسي، ومن جمعه على قلب قول الشاعر:

كم تحفرون ملاحس البقر الطلا ... قلبًا بها شفى الأنام من الصدى

قلت: والظاهر إطلاقه على المطويّة وغيرها، لأن قليب بدر هذا جاء فيه الشعر باسم الطوى، كما قال شداد بن الأسود وهو ابن شعوب يرثي قتلى قريش، فذكر هذا القليب باسم القليب مرة وباسم الطوى مرة أخرى فقال:

وماذا بالقليب قليب بدر ... من الشيزى تكلل بالسنام

وكم لك بالطوى طوى بدر ... من الحومات والنعم المسام

وفي رواية: "أنهم لما رأوا دعاءه - صلى الله عليه وسلم - ساءهم ذلك وذهب عنهم الضحك"، لأنهم كانوا يعتقدون أن الدعاء عند البيت مستجاب.

• الأحكام والفوائد

الحديث: دليل على طهارة الفرث والدم وكذا السلا وسائر أجزاء المذكاة، ما لم يكن محل الدم المسفوح قبل الغسل فإنه نجس. وقد اعترض على ذلك بأنها ذبيحة أهل الأوثان، والجواب عن ذلك بأنه لم يثبت أنه كان قد نهى عن أكل ذبائحهم، فهو على ما كان من ذلك قبل النهي، والذي ورد

<<  <  ج: ص:  >  >>