للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

محذوفًا وهو الهاء، فكأن الميم عوض فيه عن الهاء لا عن الواو في هذه الحالة، كما قال الفرزدق:

هما نفثا في فيَّ من فمويهما ... علي النابح العاوي أشدّ رجام

فأثبت الميم والواو. وإذا لحقته الميم أعرب بالحركات تقول: هذا فمٌ ورأيت فمًا ونظرت إلى فمٍ، والفاء فيه مثلّث، وتشديد الميم يجوز في الشعر، قال محمَّد بن ذئب العماني الفقيمي:

ياليتها قد خرجت من فمِّه ... حتى يعود الملك في أصطمِّه

وذكر صاحب التّاج: أنّ بعض العرب يجعل حركة الفاء متابعة لحركة الميم فيعربه من محلّين، كما فعلوا في: امرئ وامرؤ وامرأ وابنم وابنم وابنما، ويقال: لا رابع لهذه الثلاثة في هذا الإعراب. قوله: "بالسواك" الباء للمصاحبة أو للاستعانة كما في قولك: كتبت بالقلم، والسواك والمسواك: العود الذي يستاك به أي: يدلك به الفم، والجمع سُوُك ككتب. كما في قول عبد الرحمن بن حسان - رضي الله عنه -:

أغر الثنايا أحمُّ اللثا ... ت تمنحه سُوك الأسحل

ويذكر ويؤّنث، وأنكر أبو منصور التأنيث وهو محجوج بالحديث: "السواك مطهرة للفم" كما سيأتي للمصنف، وعلّقه البخاري في الصيام بالجزم، وهو عند أحمد والشافعي وابن خزيمة وابن حبان والبيهقي من حديث عائشة بسندٍ صحيح. ويهمز فيقال فيه: سُؤك، وهو من ساكه: دلكه، وسوَّك تسويكًا واستاك استياكًا وتسوك، قال عدي بن الرقاع:

وكأن طعم الزنجبيل ولذة ... صهباء ساك بها المسحر فاها

والسواك والتساوك: السير الضعيف من العجف والهزال، ومثله التسروك يقال: جاءت الإِبل تساوك أي تتمايل من الضعف، قال عبيد الله بن الحُرِّ:

إلى الله أشكو ما أرى بجيادنا ... تساوك هزلي مُخّهن قليل

والمعنى أنه كان عند القيام من النوم يتقي وينظّف أسنانه وسائر فمه؛ لأن النوم في الغالب يغيّر رائحة الفم، والسواك يزيل ذلك التغير.

<<  <  ج: ص:  >  >>