للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كفوجين أما منهما فموفق ... على الحق مهديُّ وفوج معذب

طغوا وتمنوا كذبة وأزلهم ... عن الحق إبليس فخابوا وخيبوا

ورعنا إلى قول النبي محمَّد ... فطاب ولاة الحق منا وطيبوا

نمتُّ بأرحام إليهمْ قريبة ... ولا قرب بالأرحام إذ لا تقرب

فأي ابن أخت بعدنا يأمننكم ... وأية صهر بعد صهري تُرْقَبُ

ستعلم يومًا أينا إذ تزايلوا ... وزِّيل أمر الناس للحق أصوب

وقال أيضًا في هجرتهم وتركهم مكة كلهم:

ولو حلفت بين الصفا أم أحمد ... ومروتها بالله برّت يمينها

لنحن الأولى كنا بها ثم لم نزل ... بمكة حتى عاد غثًا سمينها

بها خيمت غنم بن دودان وابتنت ... وما أن غدت غنم وخف قطينها

إلى الله تغدو بين مثنى وواحد ... ودين رسول الله بالحق دينها

ولما باع أبو سفيان دارهم قال أبو أحمد:

أبلغ أبا سفيان عن ... أمر عواقبه ندامة

دار ابن عمك بعتها ... تقضي بها عنك الغرامة

وحليفكم بالله رب ... الناس مجتهد القسامة

اذهب بها اذهب بها ... طوّقتها طوق الحمامة

والمقصود أن زينب وسائر أهلها أسلموا وهاجروا، وبعد الهجرة خطبها النبي - صلى الله عليه وسلم - لمولاه زيد بن حارثة، فظنت هي وأخوها أنه يريدها لنفسه فبادرا بالإجابة، فلما علما أنه يريدها لزيد كرها ذلك فأنزل الله في حقهما: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ} الآية، فرضيا وسلّما فكانت تستطيل على زيد ويشكوها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فيأمره بالصبر وإمساكها حتى همّ بطلاقها، فأخبره بذلك فقال له: اتق الله وأمسك عليه زوجك، فعاتب الله النبي - صلى الله عليه وسلم - على ذلك لأن الله قد أعلمه أنها ستكون زوجًا له فأخفى ذلك، وقال له: {اتَّقِ اللَّهَ} الآية ولهذا قال تعالى: {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ} لأنه كره أن يقال إنه تزوج زوج ابنه من التبني، فأراد الله بيان إباحة ذلك وأن التبني لا حكم له فقال: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا}. وقد تكلم بعض المفسرين في هذه القصة بكلام

<<  <  ج: ص:  >  >>