للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الآية، وقال: {لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ} إلى غير ذلك. والأحاديث أيضًا في ذلك كثيرة، وقد أخبر - صلى الله عليه وسلم - بأن بيننا وبينها مسيرة خمسمائة عام في الحديث الذي أخرجه الإِمام أبو عيسى محمَّد بن سورة الترمذي من طريق الحسن البصري عن أبي هريرة، وأخرجه الإِمام أحمد وابن حبان وغيرهم، ومن رواية موقوفة أخرى، قال الترمذي -رحمه الله-: حدثنا عبد بن حميد وغير واحد، ثم ساق السند إلى أبي هريرة قال: "بينما نبي الله - صلى الله عليه وسلم - جالس وأصحابه إذ أتى عليهم سحاب، فقال نبي الله: هل تدرون ما هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: هذا العنان، هذه روايا الأرض يسوقها الله إلى قوم لا يشكرون ولا يدعون. ثم قال: هل تدرون ما فوقكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: فإنها الرقيع سقف مرفوع وموج مكفوف. ثم قال: هل تدرون كم بينكم وبينها؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: بينكم وبينها خمسمائة سنة، ثم قال: هل تدرون ما فوق ذلك؟ حتى عدد سبع سماوات بين كل سماء وسماء كما بين السماء والأرض، ثم ذكر الأرضين السبع كذلك".

الرابع عشر: فيه: دليل على تحتم الإستئذان، وكون القادم على محل لا يدخله إلا بإذن، وإن كان القادم أجل قدرًا ممن في المحل.

الخامس عشر: فيه: دليل ظاهر على أن للسماء أبوابًا، كما دل عليه قوله تعالى {لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ} كما تقدم.

السادس عشر: فيه: آداب الإستئذان التي دل عليها الحديث الصحيح، وهو أن المستأذن إذا سئل يقول: فلان بن فلان، باسمه المعروف إلا أن يكون بكنيته معروفًا، وهذا ثابت في الصحيح، وكذلك يعرّف بمن معه حتى يعرف بعينه.

السابع عشر: فيه: الترحيب بالقادم وإظهار البشر والسرور له، وأدلة ذلك كثيرة، وفرح الملائكة دليل على كرمه على الله تعالى.

الثامن عشر: فيه: جواز الثناء على أهل الفضل إذا أمنت المفسدة في ذلك، وله شواهد في السنة إذا لم يخش عليهم من العجب ونحوه.

التاسع عشر: استدل بعضهم بقوله: "انطلقت أنا وجبريل" على أنه كان مستقلًا بنفسه في الصعود، لكن الروايات الأخروات على أنهما كانا على

<<  <  ج: ص:  >  >>