البراق في سيرهما وفي المعراج، وهو كالسلم في صعودهما. وأما ركوبه على البراق فهو في هذه الرواية وغيرها.
العشرون: قول الملائكة لجبريل: ومن معك؟ يحتمل أن ذلك السؤال من عادتهم، ويحتمل أنهم إنما سألوه لأنهم كانوا يترقبون النبي - صلى الله عليه وسلم - بإعلام الله لهم به.
الحادي والعشرون: قال بعضهم: في قول جبريل: محمَّد؛ دليل على أن الاسم أشرف من الكنية، قلت: ويدل عليه أن أسماء الأنبياء في القرآن كلها ليس فيها كنية، وإنما وردت الكنية فيه لعدو الله أبي لهب.
الثاني والعشرون: قولهم: وقد أرسل إليه؟ دليل على أنهم -أعني أهل السموات والعالم العلوي- علموا به وبفضله عند الله وعرفوا اسمه، وأنه سيرسل وتوقعوا ذلك، ولا يخفى ما في ذلك من شرفه وعلو قدره عند الله تعالى. وأما قولهم: وقد أرسل إليه؟ فقد تقدم الخلاف فيه: هل هو استفهام عن البعثة من الأصل أو هو سؤال عن الإرسال إليه للعروج إلى السماء؟ وربما كان قولهم: ولنعم المجيء جاء؛ يدل على الثاني.
الثالث والعشرون: قوله: (أتيت على آدم فسلمت عليه) فيه دليل على أن المارَّ يسلم على الجالس؛ كما سيأتي إن شاء الله. وتقدم أن آدم رد عليه السلام ولم يقل مرحبًا إلا بعد ردّ السلام، كما هو مصرح به في بعض الروايات، وإن كان ظاهر هذه الرواية خلافه كما تقدم، وإن حذفه من هذه الرواية لعله اختصار من بعض الرواة.
الرابع والعشرون: قول آدم: مرحبًا بك من ابن ونبي؛ تأنيس للنبي - صلى الله عليه وسلم - وسرور به، فإن الأب يفرح بصلاح الولد حتى قالوا: إن الإنسان لا يحب أن يتفوق عليه أحد إلا أن يكون ولده.
الخامس والعشرون: في بكاء موسى دليل على جواز الغبطة لاسيما في الخير والقرب من الله تعالى، وقد تقدم التنبيه على ذلك كما هو ثابت في الحديث.
السادس والعشرون: فيه: جواز التأليف على فوت الخير، وهو لا ينافي التوكل ولا التسليم لأمر الله تعالى لأنه مقصد شرعي وغبطة في الخير.