للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يؤدي، فلتحتجب منه». رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه (١)، وقال الترمذي: حسن صحيح. قال الشافعي في القديم (٢): ولم أحفظ عن سفيان أن الزهري سمعه من نبهان، ولم أر من رضيتُ من أهل العلم (٣) يثبت واحدًا من هذين الحديثين، والله أعلم. قال البيهقي: أراد هذا وحديث عمرو بن شعيب: «المكاتب عبد ما بقي عليه درهم».

قال (٤): وحديث عمرو بن شعيب قد رويناه موصولًا، وحديث نبهان قد ذكر فيه معمر سماع الزهري من نبهان (٥)، إلا أن صاحِبَي «الصحيح» لم يخرجاه، إما لأنهما لم يجدا ثقةً يروي عنه غيرَ الزهري، فهو عندهما لا يرتفع عنه اسم الجهالة برواية واحد عنه، أو لأنهما لم يثبت عندهما من عدالته ومعرفته ما يوجب قبول خبره. هذا آخر كلامه.

وقد ذكر عبد الرحمن بن أبي حاتم في موضعين من «كتابه» (٦): أن محمد بن عبد الرحمن مولى طلحة روى عن نبهان. ومحمد بن عبد الرحمن هذا ثقة، احتج به مسلم في «الصحيح».


(١) أبو داود (٣٩٢٨)، والترمذي (١٢٦١)، والنسائي في «الكبرى» (٥٠١١ - ٥٠١٦)، وابن ماجه (٢٥٢٠)، وصححه الترمذي والحاكم (٢/ ٢١٩)، مع أن نبهان فيه جهالة حال، وسيأتي الكلام عليه.
(٢) كما في «معرفة السنن والآثار» (١٤/ ٤٥٠).
(٣) ط. الفقي: «أهل الحديث» خلافًا للأصل ولمصدر النقل.
(٤) أي البيهقي في الموضع المذكور.
(٥) أخرجها عبد الرزاق (١٥٧٢٩)، ومن طريقه أحمد (٢٦٦٢٩) والحاكم (٢/ ٢١٩). وأيضًا ورد ذكر سماع الزهري في رواية ابن عيينة عنه عند الحميدي (٢٩١).
(٦) «الجرح والتعديل» في ترجمتيهما (٧/ ٣١٨، ٨/ ٥٠٢).