- وبهذا يظهر جليًا صحة ما أجمع عليه الحفاظ من انفراد ابن المؤمل بهذا الحديث عن جابر، وأنه لا يعرف إلا به. - حينئذ يبقي الحكم علي إسناده: - قال ابن القطان الفاسى في بيان الوهم والإيهام (٣/ ٤٧٨/ ١٢٤٣): «ويظهر من أمره [يعني: الإشبيلى صاحب الأحكان] ... أنه مضعف له، ويجب أن يكون كذلك؛ فإن عبد الله بن المؤمل: سيء الحفظ، وتدليس أبي الزبير معلوم». - قال الحافظ في التلخيص (٢/ ٥١١٠): «وأعله ابن القطان به وبعنعنة أبي الزبير، لكن الثانية مردودة، ففي رواية ابن ماجه التصريح بالسماع». - قلت: ولا تصح هذه الرواية المصرحة بالسماع؛ لأنها من طريق الوليد بن مسلم وهو مشهور بتدليس التسوية، وَلَمْ يصرح بالسماع من شيخه عبد الله بن المؤمل، ثم هو خالف في ذلك اثني عشر رجلًا رووه عن ابن المؤمل فلم يذكروا سماع أبي الزبير من جابر. - قلت: علته ابن المؤمل فإنه ضعيف. - قال السخاوى في المقاصد الحسنة (٩٢٨): «هذا إسناد ضعيف؛ لضعف عبد الله بن المؤمل». - وله شواهد منها: ١ - ما رواه الدارقطني في سننه (٢/ ٢٨٩): ثنا عمر بن الحسن بن علي ثنا محمد بن هشام ابن عيسي المروزي ثنا محمد حبيب الجارودي نا سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ماء زمزم لما شرب له، إن شربته تستشفي به شفاك الله، وإن شربته لشبعك أشبعك الله به، وإن شربته ليقطع ظمأك قطعه الله، وهي هزمة جبريل، وسقيا الله إسماعيل». - ومن طريق الدار قطني: أخرجه ابو الطيب الفاسي في شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام (١/ ٤٠٧). لكن وقع عنده» محمد بن هشام بن علي المروزي» بدل» ... بن عيسي المروزي». - قال الحافظ ابن القطان الفاسي في بيان الوهم والإيهام (٣/ ٤٧٨/ ١٢٤٥): «محمد ابن حبيب ابن محمد الجارودي: بصري قدم بغداد وحدث بِهَا وكان صدوقًا [تاريخ بغداد (٢/ ٢٧٧)]،وشيخ الدارقطني؛ عمر بن الحسن بن علي بن الجعد أبو القاسم الجوهري: ثقة، ولكن محمد بن هشام بن علي المروزي لم أجدله ذكرًا. فالله أعلم». - وتعقبه الذهبي في نقده لبيان الوهم والإيهام (ص ٩٥) بقوله: «هؤلاء ثقات سوي عمر الأشناني: إنا نتهمه بوضع ... ). =