- قلت: أما ابن القطان فقد وهم في تعيين شيخ الدارقطني، وإنما هو: عمر بن الحسن بن علي بن مالك بن أشرس ... أبو الحسين الشيباني المعروف بابن الأشناني؛ هذا مختلف فيه، وذاك ثقة، وانظر ترجمتهما في تاريخ بغداد (١١/ ٢٦٦ و ٢٣٦). - وأما قول الذهبي في عدم تصحيح تكذيب الدارقطني له، فراجع إلي قول الخطيب عندما سرد حكاية تكذيبه: «بلغني عن الحاكم .... » فلم يذكر الواسطة، وقد أوردها الحاكم نفسه في سؤالاته للدارقطني برقم (٢٥٢) وفي أولها أنه قال للدارقطني: «سألت أبا علي الحافظ فذطر أنه ثقة، فقال [يعني: الدارقطني]: بئس ما قال شيخنا أبو علي ... ثم ذكر حديثين، أي أنه أخطأ فيهما ثم قال: وكان يكذب» فصحت بذلك الحكاية إلا أن العلامة ألمعلمي اليماني وجه تكذيب الدارقطني له توجيهًا جيدًا- ينبئ عن سعة علمه، وإداركه لخفايا هذا العلم الشريف- بما لا يوجب فيه جرحًا وختم ترجمته بقوله: «ولم ينكر عليه مما حدث به [يعني: الأشناني] وسمعه الناس منه خبر واحد؛ فلا أراه إلا قويًا، والله أعلم» [راجه التنكيل (١/ ٣٦٨/ ١٧٠)] وقد وثقه أبو علي الحافظ وطلحة ابن محمد وأثني عليه الخطيب [انظر: تاريخ بغداد (١١/ ٢٣٦)]. - وأما تأثيم الذهبي الدارقطني، فإن الأشناني لم ينفرد بهذا، تابعه عليه في مستدركه الحاكم» [وانظر: جزءه (٢٦٦)]. - قلت: بل تابعه شيخ الحاكم: علي بن حمشاد العدل ثنا أبو عبد الله محمد بن هشام المروزي به إلا أنه قال: «ماء زمزم لم شرب له، فإ شربته تستشفي به شفاك الله، وإن شربته مستعيذًا عاذك الله، وإن شربته ليقطع ظمأك قطعه» قال: وكان ابن عباس إذا شرب ماء زمزم قال: اللهم أسألك علمًا نافعًا، ورزقًا واسعًا، وشفاءًا من كل داء. - أخرجه الحاكم (١/ ٤٧٣). - وقال: «صحيح الإسناد إن سلم من الجارودي». - قال أبو الطيب الفاسي في شفاء الغرام (١١/ ٤٠٧): «قال شيخنا العراقي الحافظ: قد سلم منه فلله الحمد، فإن الخطيب ذكره في تاريخ بغداد [(٢/ ٢٧٧)] وقال: كان صدوقًا. وحسن شيخنا الحافظ العراقي هذا الحديث من هذا الطريق، وقال نكته علي ابن الصلاح: إن حديث ابن عباس أصح من حديث جابر». =