- من طرقٍ عن حماد بن سلمة عن حكيم الأثرم عن أبي تميمة الهجيمي عن أبي هريرة به مرفوعًا. - قال البخاري بعد أن ساق الحديث في ترجمة حكيم الأثرم: «هذا حديث لا يتابع عليه، ولا يعرف لأبي تميمة سماع من أبي هريرة». - وقال الترمذي في الجامع: «لا نعرف هذا الحديث إلا من حديث حكيم الأثرم عن أبي تميمة الهجيمي عن أبي هريرة، وإنما معنى هذا عند أهل العلم على التغليط، وقد روي عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: «من أتى حائضًا فليتصدق بدينار» فلو كان إتيان الحائض كفرًا لم يؤمر فِيهِ بالكفارة. وضعف محمد [يعني: البخاري] هذا الحديث من قبل إسناده، وأبو تميمة الهجيمي اسمه: طريف بن مجالد. - وقال في العلل: «سألت محمدًا عن هذا الحديث، فلم يعرفه إلا من هذا الوجه، وضعف هذا الحديث جدًا».- وقال الدارقطني: «تفرد به حكيم الأثرم عن أبي تميمة، وتفرد به حماد بن سلمة عنه». - وقال ابن عدي: «وحكيم الأثرم يعرف بهذا الحديث، وليس له غيره إلا اليسير». - وقال البزار: «هذا حديث منكر، وحكيم لا يحتج له، وما انفرد به فليس بشيء» [التلخيص: (٣/ ٣٧٠)]. - وقال عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الوسطى (١/ ١٨٠): «ضعف البخاري هذا الحديث». - وقال ابن القطان الفاسي في بيان الوهم (٣/ ٣٢٦/١٠٧٢): «وهو حديث لا يعرف إلا بحكيم الأثرم يرويه عن أبي تميمة الهجيمي عن أبي هريرة: وحكيم هذا لا يعرف له غير هذا الحديث إلا اليسير. قاله أبو أحمد ابن عدي ... ثم ساق كلام البخاري ثم قال: وقال محمد بن يحيى النيسابوري. - وهو الذهلي- قلت لعلي بن المديني: حكيم الأثرم من هو؟ قال: أعيانا هذا». - فأنت ترى هؤلاء الأئمة قد اتفقوا على تضعيف هذا الحديث، وخالفهم: ابن الجارود فصحح، وسكت عليه أبو داود محتجًا به حيث وثق حكيمًا الأثرم. - وإعلال البخاري وغيره هذا الحديث بتفرد حكيم الأثرم به وعدم متابعته، تضعيف له، وهذا هو ما فهمه الترمذي والعقيلي وابن عدي والإشبيلي وابن القطان وغيرهم، وقد صرح بذلك الترمذي=