- قلت: جعل الأعمش بدل أبي المتوكل أبا نضرة، وزاد في المتن زيادات لم يأت بها الجماعة - وقد سلك الأعمش في هذا الإسناد الطريق السهل، حيث إن أبا نضرة أكثر رواية عن أبي سعيد، من أبي المتوكل، وحفظ شعبة وأبو عوانة وهشيم الإسناد فقالوا: عن أبي المتوكل. وهذا هو ما جزم به الحفاظ: ١ - قال أبو زرعة: «وهم فِيهِ الأعمش، إنما هو عن أبي المتوكل عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم»] العلل لابن أبي حاتم (٢/ ٣٤٨) [. ٢ - وقال الدارقطني: « ... وخالفه شعبة وهشيم فروياه عن أبي بشر عن أبي المتوكل عن أبي سعيد، وهو الصحيح».] العلل (١١/ ٣٣٣) [. - ومسلكه في السنن يدل على ذلك.] السنن (٣/ ٦٣ و ٦٤) [. ٣ - وقال ابن ماجه: «والصواب هو أبو المتوكل». قال المزي في الأطراف (٣/ ٤٥٣): «أي رواية أبي المتوكل». ٤ - وقال الترمذي بعد رواية أبي المتوكل: «هذا حديث صحيح، وهذا أصح من حديث الأعمش عن جعفر بن إياس، وهكذا روى غير واحد هذا الحديث عن أبي بشر جعفر بن أبي وحشية عن أبي المتوكل عن أبي سعيد، وجعفر بن إياس هو جعفر بن أبي وحشية». ٥ - وعلى هذا يدل مسلك النسائي في السنن فإنه يبدأ بالغلط ثم يذكر بعد ذلك الصواب. - وبهذا يتبين خطأ قول الحافظ في الفتح (٤/ ٥٣٢) حيث قال: «والذي يترجح في نقدي أن الطريقين محفوظان لاشتمال طريق الأعمش على زيادات في المتن ليست في رواية شعبة ومن تابعه، فكأنه كان عند أبي بشر عن شيخين فحدث به تارة عن هذا وتارة عن هذا ... ». * تنبيه: وقع في رواية هشيم عند ابن ماجه زيادة «ابن أبي المتوكل» في الإسناد بين أبي بشر وأبي المتوكل، فإما أن تكون وقعت خطأ من النساخ، وإلا فهي زيادة شاذة تفرد بها أبو كريب دون بقية من رواه عن هشيم، وكذل لم تقع هذه الزيادة في رواية شعبة وأبي عوانة. - الثانية: عن معبد بن سيرين عن أبي سعيد الخدري قال: كنا في مسير فنزلنا فجاءت جارية فقالت: إن سيد هذا الحي سليم، وإن نفرنا غيب فهل منكم راق؟ فقام معها رجل ما كنا نأبنه برقية فرقاه فبرأ فأمر لنا بثلاثين شاة وسقانا لبنًا، فلما رجع قلنا له: أكنت تحسن رقية أو كنت ترقي؟ قال: لا، ما رقيت إلا بأم الكتاب. قلنا: لا تحدثوا شيئًا حتى نأتي أو نسأل النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قدمنا المدينة ذكرناه للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: «وما كان يدريه أنها رقية، اقسموا واضربوا لي بسهم». - أخرجه البخاري (٥٠٠٧). ومسلم (٢٢٠١/ ٦٦ - ٤/ ١٧٢٨). وأبو داود (٣٤١٩). وأحمد (٣/ ٨٣).=