للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= موافقة لرواية الثمانية الآخرين في ترك التشميت بعد الأولى وأنه صلى الله عليه وسلم قال للرجل في الثانية «الرجل مزكوم».
- يدل على ذلك أمور؛ منها:
١ - أن الترمذي الحديث بعد ذلك من رواية يحيي بن سعيد القطان وشعبة وعبد الرحمن ابن مهدي: ثلاثتهم عن عكرمة به نحو رواية ابن المبارك إلا أنه قال له في الثالثة: «أنت مزكوم"ن وقد ساق الترمذي هذه الروايات الثلاث لبيان مخالفتها لرواية ابن المبارك في هذا الموضع، وهو كم مرة يشمت العاطس؟ ومتى يترك التشميت؟ فدل ذلك على أن رواية ابن المبارك فيها أنه صلى الله عليه وسلم قال له ذلك في الثانية لا في الثالثة، وإلا لم يكن هناك اختلاف بين روايته وروايتهم.
٢ - أن النسخة التي اعتمدها المباركفوري في شرحه لجامع الترمذي فيها: ثم عطس الثانية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هذا رجل مزكوم» [تحفة الأحوذي (٨/ ١٣)].
٣ - نقل الحافظ ابن حجر في الفتح (١٠/ ٦٢٠) وابن علان في الفتوحات الربانية (٦/ ٢٢) عن الترمذي أن رواية ابن المبارك عنده «ثم عطس الثانية» ليس فيها «الثالثة».
٤ - قول الحافظ ابن حجر في النكت الظراف (٤/ ٣٧): «ولفظ عبد الله بن المبارك عنده [يعني: عند الترمذي] مثل أبي النضر عند مسلم».
- ثم وجدت بعد مصداق ذلك البحث في النسخة المطبوعة من الجامع التي حققها الدكتور بشار عواد (٤/ ٤٥٩/ ٢٧٤٣) ليس فيها «والثالثة».
٢ - ورواه شعبة وعبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن سعيد القطان- واختلف عليه- ثلاثتهم عن عكرمة به نحوه إلا أنه قال له في الثالثة: «أنت مزكوم».
- أخرجه الترمذي (٢٧٤٣ م). وابن عدي في الكامل (٥/ ٢٧٦). وابن عبد البر في التمهيد (١٧/ ٣٢٦). [وصححه الأباني في صحيح الترمذي (٣/ ٩٦)] «المؤلف».
- هكذا رواه محمد بن بشار- الملقب بندار- عن يحيي بن سعيد به هكذا.
- ورواه الإمام أحمد عن يحيي به نحوه إلا أنه قال: «ثم عطس الثانية أو الثالثة» على الشك.
- أخرجه أحمد (٤/ ٥٠).
- وقال الروياني في مسنده (١١٤٥): نا محمد بن بشار وعمرو بن علي قالا: نا يحيى ابن سعيد نا عكرمة بن عمار نا إياس بن سلمة عن أبيه قال: عطس رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فشمته، ثم عطس فشمته، ثم عطس فشمته، ثم عطس فقال: «إنك مزكوم».
- ولا يبعد أن يكون هذا التكرار إلا من وهم النساخ وانتقال بصرهم والله اعلم. إذ الاختلاف بين الرواة دائر بين الثانية والثالثة فقط.
- وقد رجح الغمام مسلم رواية الجماعة وفيها ترك التشميت في الثانية.
- وأما الإمام الترمذي فقد رجح رواية الأئمة الثلاثة: القطان وشعبة وابن مهدي.=

<<  <  ج: ص:  >  >>