- قلت: والحديث مع هذا: ضعيف، لا يصح؛ فإن عبيد بن رفاعة تابعي قال أبو حاتم: «ليست له صحبة» [الجرح والتعديل (٥/ ٤٠٦). التهذيب (٥/ ٤٢٤)] وعليه: فهو مرسل. وحميدة بنته: لم يرو عنها سوى زوجها إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وابنها يحيى وذكرها ابن حبان في الثقات [التهذيب (١٠/ ٤٦٦)] وأبو خالد الدالاني: متكلم فيه وهو ليس بالحافظ الذي يعارض بحديثه هذا حديث سلمة بن الأكوع الصحيح الثابت الذي رواه مسلم والترمذي وصححاه في ترك التشميت بعد الأولى أو الثانية، ويقال للعاطس: «أنت مزكوم». ٢ - مالك عند عبد الله بن أبي بكر عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن عطس فشمته، ثم عن عطس فشمته، ثم إن عطس فشمته، ثم إن عطس فقل: إنك مضنوك» قال عبد الله بن أبي بكر: لا أدري أبعد الثالثة أو الرابعة؟ - أخرجه مالك في الموطأ (٢/ ٧٣٥/ ٤). ومن طريقه: البيهقي في الشعب (٧/ ٣٣/ ٩٣٦٤). - قال ابن عبد البر في التمهيد (١٧/ ٣٢٥): «لا خلاف عن مالك في إرسال هذا الحديث». - وخالفه معمر: فرواه عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه قال: تشمته ثلاثا، فما كان ذلك فهو زكام. لم يرفعه. - أخرجه البيهقي في الشعب (٧/ ٣٣/ ٩٣٦٣). ٣ - محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير أن رجلا عطس عند النبي صلى الله عليه وسلم فشمته، ثم عطس فشمته، ثم عطس الرابعة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنك مضنوك فامتخطه». - أخرجه ابن أبي شيبة (٨/ ٤٩٨). - وهو حديث ضعيف، لإرساله، وعنعنه ابن إسحاق فهو مشهور بالتدليس. - وحاصل ما تقدم: أن حديث أبي هريرة إنما يصح موقوفا عليه قوله، وما بعده مراسيل، ولا يعارض بمثل هذا حديث سلمة بن الأكوع الصحيح الثابت الذي رواه مسلم والترمذي وصححاه، في ترك التشميت بعد الأولى أو الثانية، ويقال للعاطس: أنت مزكوم؛ اعتذارا له عن ترك التشميت، وتنبيها على الدعاء له بالعافية، والله أعلم. - وحديث أبي هريرة حسنه ابن القيم في زاد المعاد (٢/ ٤٤١). والألباني في الصحيحة (١٣٣٠). -[وسمعت شيخنا الإمام عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمه الله أثناء تقريره على زاد المعاد لابن القيم (٢/ ٤٤٠) عام ١٤١٤ هـ يقول: «الأحاديث الصحيحة تدل على التشميت مطلقا كلما حمد الله، سواء كان مزكوما أو غير ذلك، أما زيادة: «وإن زاد على ثلاث فهو مزكوم» فإن ثبت سنده فمتنه شاذ مخالف للأحاديث الصحيحة في البخاري ومسلم، فلا تترك الأحاديث الصحيحة إلا لنص واضح وصحيح لا شبهة فيه»] «المؤلف».=