للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


=* فوائد: قال ابن القيم في الزاد (٢/ ٤٤١): «وأما سنة العطاس الذي يحبه الله، وهو نعمة، ويدل على خفة البدن وخروج الأبخرة المحتقنة، فإنما يكون إلى تمام الثلاث، وما زاد عليها يدعى لصاحبه بالعافية [قلت: تقدم بيان الحق في هذه المسئلة] وقوله في هذا الحديث: «الرجل مزكوم» تنبيه على الدعاء له بالعافية، لأن الزكمة علة، وفيه اعتذار من ترك تشميته بعد الثلاث، وفيه تنبيه له على هذه العلة ليتداركها ولا يهملها؛ فيصعب أمرها، فكلامه صلى الله عليه وسلم كله حكمة ورحمة وعلم وهدى. وقد اختلف الناس في مسألتين:
- إحداهما: أن العاطس إذا حمد الله فسمعه بعض الحاضرين دون بعض؛ هل يسن لم لم يسمعه تشميته؟ فيه قولان؛ والأظهر: أنه يشمته إذا تحقق أنه حمد الله، وليس المقصود سماع المشمت للحمد، وإنما المقصود نفس حمده، فمتى تحقق ترتب عليه التشميت، كما لو كان المشمت أخرس، ورأى حركة شفتيه بالحمد، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: «فإن حمد لله؛ فشمتوه» هذا هو الصواب.
- الثانية: إذا ترك الحمد، فهل يستحب لمن حضره أن يذكر الحمد؟ قال ابن العربي: لا يذكره، قال: وهذا جهل من فاعله. وقال النووي: أخطأ من زعم ذلك، بل يذكره، وهو مروي عن إبراهيم النخعي. قال: وهو من باب النصيحة، والأمر بالمعروف، والتعاون على البر والتقوى. وظاهر تعزيز له، وحرمان لبركة العربي لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشمت الذي عطس، ولم يحمد الله، ولم يذكره، وهذا تعزيز له، وحرمان لبركة الدعاء لما حرم نفسه بركة الحمد، فنسى الله؛ فصرف قلوب المؤمنين وألسنتهم عن تشميته والدعاء له، ولو كان تذكيره سنة، لكان النبي صلى الله عليه وسلم اولى بفعلها وتعليمها والإعانة عليها» انتهى كلامه.
- ونص كلام ابن العربي في العارضة (١٠/ ٢٠٥): «ولا تقل له: الحمد لله، مذكرا بالحمد لأنك توجه به على نفسك حقا لم يكن. وأشد من هذا: أن يقول السامع: الحمد لله، يرحمك الله. ففيه جهالتان؛ إحداهما: أنه ينبهه نفسه كما قلنا ما ليس يلزمها. الثاني: أن يشمته قبل أن يحمد وهذا جهل عظيم».
- والذي قال النووي بأنه مروي عن إبراهيم النخعي نسبه في الأذكار (٣٩٤) للخطابي في معالم السنن والذي في معالم السنن (٤/ ١٣١) حكاية ذلك عن الأوزاعي، وهو محكي أيضا عن ابن المبارك، رواه أبو نعيم في الحلية (٨/ ١٧٠). [وانظر: فتح الباري لابن حجر (١٠/ ٦١١)].
* وقد تعقب ابن علان ابن القيم في الفتوحات الربانية (٦/ ٢٧) بقوله: «وما استدل به من أنه صلى الله عليه وسلم لم يذكر من يحمد، يقال في جوابه: ذلك الرجل كان كافرا كما سبق فلم يكن أهلا لتذكير ما يستدعي دعاءه له صلى الله عليه وسلم ودعاء غيره من المؤمنين بالرحمة. أما المؤمنون فكالبنيان يشد بعضه بعضا فلا بأس بالتذكير ... ».
- والحديث الذي يشير إليه ابن علان هو ما رواه الروياني (١٠٨٤). والطبراني في الكبير (٦/ =

<<  <  ج: ص:  >  >>