للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وسؤال اللهُ تَعَالَى: هُوَ دعاؤه والرغبة إِلَيْهِ كَمَا قَالَ تعالى: {وسئلوا الله من فضله إن الله كَانَ بكل شَيْءٍ عليمًا} (١) .

الشرط الثاني: المتابعة، وهي شرط فِي جميع العبادات؛ لقوله تعالى: {قل إِنَّمَا أنا بشر مثلكم يوحى إلي إِنَّمَا إلهكم إله واحد فمن كَانَ يرجو لقاء ربه فليعمل عملًا صالحًا وَلَا يشرك بعبادة ربه أحد} (٢) . والعمل الصالح هُوَ مَا كَانَ موافقا لشرْع اللهُ تَعَالَى ويُراد بِهِ وجه الله سبحانه. فلا بد أن يكون الدعاء العمل خالصًا صوابًا عَلَى شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم (٣) ؛ ولهذا قَالَ الفضيل بن عياض فِي تفسير قوله تعالى: {تبرك الَّذِي بيده الملك وَهُوَ عَلَى كل شَيْءٍ قَدْير * الَّذِي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم أحسن عملًا وَهُوَ العزيز الغفور} (٤) . قَالَ: هُوَ أخلصه وأصوبه, قَالَوا: يَا أبا علي مَا أخلصه وأصوبه؟ فقَالَ: «إن العمل إِذَا كَانَ خالصًا وَلَمْ يكون صوابًا لَمْ يقبل، وَإِذَا كَانَ صوابًا ولن يكن خالصًا وَلَمْ يكون صوابًا لَمْ يقبل، وَإِذَا كَانَ صوابًا وَلَمْ يكن خالصًا لَمْ يقبل، حَتَّى يكون خالصًا صوابًا. والخالص أن يكون لله، والصواب أن يكون عَلَى السنة» (٥) . ثُمَّ قرأ قوله تعالى: {قل إِنَّمَا أنا بشر مثلكم يوحى إلي إِنَّمَا إلهكم إله واحد فمن كَانَ يرجوا لقاء ربه فليعمل عملًا صالحًا وَلَا يشرك بعبادة ربه أحدا} (٦) . وقَالَ تعالى: {ومن أحسن دينًا ممن أسلم وجهه


(١) سورة النساء، الآية: ٣٢.
(٢) سورة الكهف، الآية: ١١٠.
(٣) تنظر: تفسير ابن كثير (٣/ ١٠٩).
(٤) سورة الملك، الآيتان ١، ٢.
(٥) انظر: مدارج السالكين لابن القيم (٢/ ٨٩).
(٦) سورة الكهف، الآية: ١١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>