- قلت: هو منكر؛ فإن رجاله ثقات؛ غير سعيد بن رحمة وقد تفرد به عن محمد بن حمير وسعيد قال فيه ابن حبان: «يروة عن محمد بن حمير ما لم يتابع عليه، روى عنه أهل الشام، لا يجوز الاحتجاج به لمهالفته الأثبات في الروايات» [المجروحين (١/ ٣٢٨). الميزان (٢/ ١٣٥). اللسان (٣/ ٣٥)]. - وله طرق أخرى عن ابن عباس؛ منها ما يرويه: (أ) أبو محمد حمزة بن أبي حمزة الجزري النصيبي عن عمرو بن دينار عن ابن عباس مرفوعًا بنحو ما قبله مطولًا وفيه زيادات. - أخرجه الطبراني في الكبير (١١/ ٩٤/ ١١٢١٦). - وحمزة: متروك، متهم بالوضع [التقريب (٢٧١)]. (ب) إبراهيم بن زياد القرشي عن خصف عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعًا مطولًا. - أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (٦/ ٧٦). ومن طريقه: ابن الجوزي في العلل المتناهية (٢/ ٧٦٣/ ١٢٧٢). - وهذا منكر أيضًا؛ خصيف: ممن يهم ويخطئ كثيرًا [التهذيب (٢/ ٥٦٠). الميزان (١/ ٦٥٣)] وإبراهيم بن زياد القرشي: قال يحيى بن معين: «لا أعرفه» وقال البخاري: «لا يصح إسناده» وقال الخطيب: «في حديث نكرة» [ضعفاء العقيلي (١/ ٥٣). تاريخ بغداد (٦/ ٧٦). الميزان (١/ ٣٢). اللسان (١/ ٥١) وقال الذهبي: «ولا يعرف من ذا»]. (ج) حنش بن قيس عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعًا بالشاهد مختصرًا. - أخرجه الطبراني في الكبير (١١/ ١٧٤/ ١١٥٤٤). - وحنش هذا هو حسين بن قيس: متروك؛ فلا يعتبر به. [التقريب (٢٤٩)]. - وحاصله أنه لا يصح عن ابن عباس من وجه؛ فطرقه كلها منكرة مطروحة. - وفي الباب أيضًا: عن ابن عمر وأبيه عمر بن الخطاب ولا تخلو أسانيدها من مقال. - وفي الجملة فإن حديث: «كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به» صحيح بشواهده من حديث كعب وجابر وعقبة بن عامر فحسب. والله أعلم. - وصححه الألباني في صحيح الجامع (٤٥١٩)، وغيره.