للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وهذا إسناد حسن: فإن رجاله ثقات رجال الشيخين، غير الجلاح فإنه من رجال مسلم، قال الدارقطني: لا بأس به. ووثقه اب عبد البر، وذكره ابن حبان في الثقات. وقال الحافظ: صدوق. [سؤالات البرقاني (٦٨). الثقات (٦/ ١٥٨). التهذيب (٢/ ٩٦). التقريب (٢٠٥)].
- قال الحافظ في الفتح (٢/ ٤٨٧): «رواه أبو داود والنسائي والحاكم بإسناد حسن» وقال في نتائج الأفكار (٢/ ٤١١): «هذا حديث صحيح».
- وقال الحاكم: «صحيح علي شرط مسلم، فقد احتج بالجلاح بن كثير وَلَمْ يخرجاه» قال المنذري في الترغيب (١/ ٣٣٩): «وهو كما قال» [يعني: الحاكم] وصححه الألباني في الترغيب (٧٠٥) وصحيح الجامع (٨١٩٠). وصحيح أبي داود (١/ ٢٩٠).
* ولهذا الحديث علة:
- فقد رواه محمد بن إبراهيم التيمي وموسى بن عقبة وسالم بن أبي أمية وسعيد بن الحارث ويحيي ابن أبي كثير ومحمد بن عمرو؛ ستتهم- وهم ثقات- عن أبي سلمة فجعلو قوله: «فيها ساعة لا يوجد عبد مسلم يسأل الله شيئًا إلا آتاه إياه» مرفوعًا من حديث أبي هريرة، وأما قوله» يوم الجمعة أثنتا عشرة ساعة .... فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر» فرووه موقوفًا من قول عبد الله بن سلام، علي اختلاف بينهم في ألفاظه، وبالزيادة والنقصان.
- وبهذا يظهر أن الجلاح قد حالف هؤلاء في متن الحديث وإسناده؛ فوهم:
- أما المتن: فقد أدرج الموقوف من كلام عبد الله بن سلام في المرفوع.
- وأما الإسناد: فقد جعله من مسند جابر، وإنما هو مسند أبي هريرة.
- ومما يؤكد وهم الجلاح في هذا الحديث؛ أمران:
- الأول: مخالفته لهؤلاء الثقات لا سيما وفيهم يحيي بن أبي كثير وهو من أعلم الناس بحديث أبي سلمة بن عبد الرحمن [سؤالات ابن بكير (٤٥)].
- الثاني: تفرده بذلك عن أبي سلمة، وتفرد أبي سلمة عن جابر وَلَمْ يتابعه أصحاب جابر المعروفون به مثل أبي الزبير ومحمد بن المنكدر وأبي سفيان وعمرو بن دينار وعطا بن أبي رباح وغيرهم.
- ولا يقال في مثل هذا الموضع: إن أبا سلمة حافظ ويحتمل منه هذا التعدد؛ لأن هذا إنما يقال عند استواء الرواة عنه إما في العدد وإما في الضبط وطول الصحبة، وهذا منتف هنا فالجلاح واحد خالف ستة ممن هم أحفظظ منه وأضبط، وأعلم بحديث أهل المدينة منه، وفوق ذلك: هو مصري غريب، خالف أهل المدينة وغيرهم في رواية هذا الحديث عن شيخ مدني كثير الأصحاب، بل خالف فيه ثقات أصحابه المقدمين فيه علي غيرهم عند الاختلاف كيحيي بن أبي كثير.
- وقد قال أبو عمر ابن عبد البر بعد حديث جابر هذا (٢٣/ ٤٥): «الصحيح في هذا: ما جاء عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وأما عن أبي سلمة عن أبي سعيد أو جابر فلا، والله أعلم». =

<<  <  ج: ص:  >  >>