- وأما حديث أبي سعيد الذي ذكره ابن عبد البر: فيرويه إسماعيل بن أبي أويس حدثني أخي عن سليمان بن بلال عن الثقة عن صفوان بن سليم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد الخدري قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الساعة التي يستجاب فيها الدعاء يوم الجمعة: بعد العصر إلي غروب الشمس». - أخرجه ابن عبد البر في التمهيد (٢٣/ ٤٤). - ويقال فيه مثل ما قيل في الذي قبله؛ فإن الثقة المذكور: قد لا يكون ثقة عند غير معدله لو عرفنا اسمه، وإسماعيل بن أبي أويس قد تكلم فيه، فلا يقبل منه ما تفرد به، وبقية رجاله ثقات مشهورون. - وروي أيضا من حديث أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «التمسوا الساعة التي ترجي في يوم الجمعة بعد العصر إلي غيبوبة الشمس». - أخرجه الترمذي (٤٨٩). وابن عدي في الكامل (٦/ ١٩٦). وابن عبد البر في التمهيد (٢٣/ ٤٣). - من طريق محمد بن أبي حميد حدثنا موسى بن وردان عن أنس به مرفوعًا. - قال الترمذي: «هذا حديث غريب من هذا الوجه، ... ، ومحمد بن أبي حميد يضعف، ضعفه بعض أهل العلم من قبل حفظه، ويقال له: حماد بن أبي حميد، هو أبو إبراهيم الأنصاري؛ وهو: منكر الحديث». - وهو كما قال. [وانظر: التهذيب (٧/ ١٢٢). الميزان (٣/ ٥٣١)]. - ورواه يحيي بن بكير ثنا اين لهيعة عن موسى بن وردان عن أنس بن مالك بحوه مرفوعًا وزاد: «وهي قدر هذا» يقول: قبضة. - أخرجه الطبراني في الكبير (٧٤٧). وفي الأوسط (١٣٦). وفي الدعاء (١٨٥). عن أحمد بن يحيي بن خالد بن حيان الرقي ثنا يحيي بن بكير به. - قال الطبراني في الأوسط: «لم يرو هذا الحديث عن موسى بن وردان إلا ابن لهيعة». - قلت: وابن لهيعة ضعيف مدلس وقد عنعنة، وشيخ الطبراني لم أر فيه جرحًا ولا تعديلًا، له ذكر في طبقات الحنابلة (١/ ٨٤). ومشتبه أسامي المحدثين (٣٨٠). - وموسى بن وردان لا يعرف له سماع من انس. - وقال الحافظ ابن حجر في نتائج الأفكار (٢/ ٤١٢): «هذا حديث غريب من هذا الوجه». - قلت: ويحتمل أن يكون ابن لهيعة دلسه عن محمد بن أبي حميد، والله أعلم. - وقد حسنه الألباني في صحيح الترغيب (٧٠٣) وغيره. - [وعلى كل حال فحدث جابر في الباب صححه العلامة الألباني في صحيح أبي داود برقم=