وقال قومٌ منهم البغوي والكواشي: هو صرفُ الآية إلى معنى موافق لما قبلها وبعدها تحتمله الآية غير مخالف للكتاب والسنة، من طريق الاستنباط انتهى، ولعله هو الصَّواب، هذا خُلاصة ما ذكره أبو الخير في مقدِّمة علم التفسير.
وقد ذَكَرَ في فُروع علم الحديث:
علم تأويل أقوال النبي ﵇، وقال: هذا علم معلوم موضوعه، وبيِّنٌ نفعه، وظاهرُ غايتُه وغَرَضُه.
٣١٧٩ - وفيه رسالةٌ لمولانا شمس الدِّين الفَنَاري (١)، وقد استخرَجَ للأحاديثِ تأويلاتٍ موافقةً للشَّرع، بحيث يقول من رآها: اللهِ دَرُّه، وعلى الله أجره.
• وأيضًا للشيخ صدرِ الدِّين القُونَوي، شَرَحَ بعض الأحاديث على التأويلاتِ، لكن بعضها مخالف لما عُرِفَ من ظاهِر الشَّرع، مثل قوله: إنَّ الفَلكَ الأطلس المسمّى بلسانِ الشّارع: العَرْش، وفَلَك الثوابت المسمّى عند أهل الشَّرع: الكُرسي قديمان، وأحالَ ذلك إلى الكَشْفِ الصَّحيح والعِيانِ الصَّريح، وادَّعى أنَّ هذا غير مخالف للشرع، لأن الوارد فيه حدوث السَّماواتِ السَّبع والأرضين، إلا أن هذا الشَّيخَ قد أبدع في سائر التأويلات، بحيثُ ينشرحُ الصُّدُور والبال، والله أعلم بحقيقة الحال، انتهى.
أقول: شَرَحَ تسعةً وعشرين حديثًا، وسمّاه:"كشف أسرارِ جَواهِر الحِكَم"، وسيأتي. وما ذَكَرَه من القولِ بالقِدَم ليس هو أول من يقول به، بل هو مذهب شيخه ابن عَرَبيٍّ، وشيوخ شيخه، كما لا يخفى على من تتبع كلامهم.