للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الكلام حَمْدُ الملك العلّام … إلخ. لخص فيه فوائد الأقدمين أحسن تلخيص وأضاف إليها نتائج فِكْرِه معَ تحريرِ سَهْلِ، سَوَّده بكِرْمانَ وأهداه إلى السلطان أبي (١) سعيد خان. وقد اشتهر هذا الشَّرحُ بالشَّرح الجديد: قال في دِيباجته بعد مَدْح الفن والمصنف: إنّ كتابَ "التَّجريد" الذي صنَّفه المَوْلى الأعظم قدوة العلماء الرَّاسِخين أُسوةُ الحُكماء المتألهين نَصيرُ الحقِّ والملة والدِّين تصنيفٌ مخزونٌ بالعَجَائِبِ وتأليفٌ مشحون بالغرائب، فهو وإن كان صغير الحجم وجيز النظم فهو كثيرُ العِلْم جَليلُ الشَّأن حسَنُ النظام مقبول أئمة العظام، لم يظفَرْ بمثله علماء الأعصار، مشتمل على إشارات إلى مطالب هي الأمهات مملوة بجواهر كلُّها كالفُصوص متضمّن لبيانات معجزة في عباراتٍ موجزة، يُفجِّرُ يُنبوعَ السَّلاسة من لَفْظِهِ ولكن معانيه لها السِّحرُ (٢). وهو في الاشتهار كالشَّمس في رابعة (٣) النَّهار تداولته أيدي النظار ثم إن كثيرًا من الفُضَلاء وَجّهوا نظرَهم إلى شرح هذا الكتاب ونشر معانيه، ومن تلك الشروح ألطفها مسلكًا هو الذي صنفه العالم الرَّبَّاني مَوْلانا شمس الدين الأصبهاني، فإنه بقدر طاقته حام حول مقاصده وتلقاه الفُضَلاء بحسن القبول، حتى إن السيد الفاضل قد علق عليه حواشي تشتمل على تحقيقات رائقة وتدقيقات شائقة تنفجر من ينابيع تحريراته أنهار الحقائق وتنحْدرُ من عُلو تقريراته سيول الدَّقائق، ومع ذلك كان كثيرٌ من مَخْفيَّات رموز ذلك الكتاب باقيًا على حالها (٤)، بل كان الكتاب


(١) في الأصل: "أبو".
(٢) جعل ناشرا م هذه العبارة شعرًا، وأضافا إلى النص ما يحقق ذلك، ولم يكن هذا من قصد المؤلف.
(٣) هكذا بخط المؤلف، والمحفوظ: "رائعة النهار"، ورائعة النهار معظمه.
(٤) في م: "حاله"، والمثبت من خط المؤلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>