للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ثم بعد هذه الطبقة الذين صنفوا كتب التفاسير التي تجمع أقوال الصحابة والتابعين، كشفيان بن عُيَيْنةَ، ووكيع بن الجرّاح، وشعبة بن الحَجاج، ويزيد بن هارون، وعبد الرزاق، وآدمَ بن أبي إياس، وإسحاق بن راهوية، ورَوْح بن عبادة، وعبد الله بن حميد، وأبي بكر بن أبي شَيْبة وآخرين، وسيأتي ذكرُ كتبهم.

ثم بعد هؤلاء: طبقةٌ أخرى، منهم: عبد الرزاق (١)، وعلي بن أبي طلحة، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن ماجة، والحاكم، وابنُ مَرْدُويَة، وأبو الشيخ ابن حبان (٢)، وابن المنذر في آخَرِين.

ثم انتصبت طبقةٌ بعدهم إلى تصنيف تفاسير مشحونةٍ بالفوائد محذوفة الأسانيد، مثل: أبي إسحاق الزجاج، وأبي عليّ الفارسي. وأما أبو بكر النقاش وأبو جَعْفَرٍ النحاسُ فكثيرًا ما استدرك الناس عليهما، ومثل: مكيّ بن أبي طالب، وأبي (٣) العبّاس المَهْدَويّ.

ثم ألف في التّفسير طائفةٌ من المُتأخرين، فاختصروا الأسانيد ونقلوا الأقوال بَتْراءَ فدخل من هنا الدَّخِيلُ والتبسَ الصَّحيحُ بالعليل. ثم صار كل مَن يَسْنَح له قولٌ يورده ومَن خَطر بباله شيءٌ يعتمده ثم يَنقُلُ ذلك خَلَفٌ عن سَلَف ظانًا أنّ له أصلا غير ملتفت إلى تحرير ما وَرَد عن السَّلَف الصّالح ومن هم القدوة في هذا الباب.

قال السيوطي (٤): رأيت في تفسير قوله تعالى: ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾ [الفاتحة: ٧] نحو عشرة أقوال! معَ أن الوارد عن النَّبي عليه


(١) هكذا أعاد ذكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني في هذه الطبقة.
(٢) هكذا في الأصل بخط المؤلف بالموحدة، وصوابه: "حَيّان" بالياء آخر الحروف، كما بينا قبل قليل.
(٣) في الأصل: "وأبو".
(٤) الإتقان ٤/ ٤٠٢ فما بعد، والمؤلف ينقل من مفتاح السعادة ٢/ ٧٥ فما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>