للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولا جامعًا للمال إلا بقدر الحاجة فإنَّ الاشتغال بطلب أسباب المعيشة مانعٌ عن التعلّم. انتهى.

فَتْح: ومن الشُّروط تزكية الطالب عن الأخْلاقِ الرَدِيَّة، وهي مُتقدِّمة على غيرها كتقدم الطَّهارة، فكما أنَّ الملائكة لا تدخل بيتًا فيه كَلْبٌ (١)، كذلك لا تَدْخُل القَلْبَ إِذا وُجِدَ فيه كلابٌ باطنية. وكانت الأوائل يختبرونَ المتعلم أولًا، فإن وَجَدُوا فيه خُلُقًا رَدِيًّا مَنَعُوه لئلا يصير آلةَ الفَسادِ، وإن وجدُوهُ مهذبًا عَلَّمُوه ولا يُطْلِقُونه قبل الاستكمال خَوْفًا على فَسادِ دينه ودين غيره.

فَتْحٌ: ومنها الإخلاص في مُقاساة هذا المُسْلَكَ، وقَطْعُ الطَّمَع قبول أحدٍ، فيَجِبُ أن يَنْوِي في تعلّمه أن يَعْمَل بِعِلْمِه الله تعالى، وأن يُعَلِّم الجاهل، ويُوقظ الغافِلَ، ويُرشِدَ الغَوِي، فإنه قال : "مَن تَعَلَّم العِلْم لأربع دخلَ النّارَ ليُباهِي به العُلماء، وليماري به السُّفهاء، ويُقبل به وجوه النّاس إليه، وليأخذ به الأموال" (٢).


(١) لحديث النبي : "لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب ولا صورة تماثيل" من حديث أبي طلحة ، أخرجه البخاري (٣٢٢٥) و (٣٣٢٢) و (٤٠٠٢) و (٥٩٤٩)، ومسلم (٢١٠٦) ومن حديث غيره.
(٢) حديث ضعيف، أسانيده كلها ضعيفة، أخرجه ابن ماجة (٢٥٣) من حديث ابن عمر بسند فيه حماد بن عبد الرحمن - وهو ضعيف وأبي كرب الأزدي وهو مجهول. وأخرجه هو (٢٥٤)، والحاكم ١/ ٨٦، وابن عبد البر في جامع بيان العلم ١/ ١٨٧، وابن حبان (٧٧) من حديث جابر بن عبد الله وفيه عنعنة ابن جريج وعنعنة أبي الزبير.
وأخرجه ابن ماجة (٢٥٩)، والخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (٢١) و (٢٢) من حديث حذيفة بن اليمان وإسناده تالف. وله أسانيد أخرى تالفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>