للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• تهافت الأمجاد في أول كتاب الجهاد. من الهداية. يأتي.

٤٧٦٩ - تهافُتُ الفلاسفة:

للإمام حُجّة الإسلام أبي حامد محمد (١) بن محمد الغزالي الطُّوسي، المتوفَّى سنة خمس وخمس مئة. مختصر أَوَّلُه: نسأل الله بجلاله الموفي على كلّ نهاية … إلخ. قال: رأيتُ طائفةً يعتقدونَ في أَنفُسِهم التميز عن الأتراب والنُّظَراء بمزيدِ الفِطْنة والذكاء قد رَفَضوا وظائف الإسلام من العبادات، واستحقروا شعائر الدين من وظائفِ الصَّلوات والتوقي عن المحظورات، واستهانوا بتعبداتِ الشَّرْع وحُدودِه، ولم يقفوا عند توفيقاته وقيوده يتَّبعون فيها رَهطًا ﴿يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ﴾ [هود: ١٩] ولا مُستند لكُفْرِهم غير تقليد، إذْ جَرى على غير دين الإسلام نَشْؤُهم وولادُهم وعليه دَرَج آباؤهم وأجدادهم، لا عن بَحْثٍ نَظَرِي، بل تقليد صادرٌ عن التعثر (٢) بأذيال الشُّبَه الصَّارفة عن صَوْب الصَّواب والانخداع، المُزَخْرَفِةِ كلامِع السَّراب، وإنّما مصدرُ كُفرِهم: سَماعُهم أسامي هائلةً كسُقْراطَ وبُقْراطَ وأفلاطن (٣) وأرسطا طاليس وأمثالهم، وإطناب طوائف من متَّبعيهم في وَصْف عُقولهم وحُسن أصولهم ودقة عُلومِهم الهندسية والمنطقية والطبيعية والإلهيّة، واستبدادهم لفَرْطِ الذَّكاء باستخراج تلك الأمورِ الخَفِيّة، وحكايتُهم عنهم أنهم مع رزانة عَقْلهم مُنْكِرُونَ للشَّرائع والنِّحَل ومُعتقدونَ أنّها نواميس مؤلَّفة وحِيَلٌ مُزَحْرَفة، فلمّا قَرَع ذلك سَمْعَهم ووافق ما حُكي من عقائدهم طبعهم تجمَّلوا باعتقاد الكُفْر انخراطًا


(١) تقدمت ترجمته في (٨٩).
(٢) كتب المؤلف تحتها: "أي التشبّه".
(٣) في م: "وأفلاطون"، والمثبت من خط المؤلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>