للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بعد أن سيطر عليه الخوف عندما أكل بطيخًا فجًّا في تلك الليلة، ثم اغتسل في الصباح بماء بارد: "ماذا يا ترى، فقد فعلنا أشياء تُناقِضُ بعضها بعضًا، حفظنا الله تعالى من الضر" (١). وتكررت نفس الأقوال سببًا للوفاة في نسخة من كتاب ميزان الحق جرى استنساخها عام ١١٣٨ هـ (٢)، ولكن يضاف إلى الحادثة بعض التفاصيل. إذ تقول الروايات التاريخية إن كاتب جلبي قد فسدت معدته بسبب البطيخ غير الناضج الذي أكله مساءً، فذكر أن في صدره ألما ظهر، "فاستعمل بعض المعاجين والمسهلات، وبينما هو يشرب القهوة بعدها تغيرت حاله، وسقط الفنجان من يده، وراح وهو في هذا الاضطراب يفتش بغير حيلة في كتب الطب، وإذا به يموت فجأة".

وهناك تباين في بعض المصادر حول تاريخ وفاته، إذ يُلاحظ أن تاريخ الوفاة في هذه المخطوطة كان مكتوبًا على شكل (١٠٦٧) ثم تم مَسْحه من بعد وجُعل على شكل (١٠٦٨). كما ذكر محمد عُبَيْدي في (تذكره شكوفجيان) التي تحمل اسم (نتائج الأزهار) أن كاتب جلبي توفي عام ١٠٧٤ هـ (١٦٦٣ - ١٦٦٤ م) وهو خطأ (٣). بينما يذكر مستقيم زاده في مجلة النصاب أنه توفي في أدرنة عام ١٠٦٤ هـ وهذا خطأ أكبر (٤). والواقع أن هذه المخطوطة كتبت بخط بديع الجمال، إلا أن عدم معرفة الناسخ للعربية جعلتها تفيض بالأخطاء.

ويذكر المؤرخ التركي المعاصر إسماعيل حامي دانشمند تاريخ وفاته على أنه ١٥ من ذي الحجة ١٠٦٨) هـ (٢٤) سبتمبر ١٦٥٧). إلّا أنه لا يذكر كالعادة المصدر الذي اعتمد عليه (٥).

ويقع قبر كاتب جلبي في مقبرة صغيرة تلاصق سبيل مياه في أسفل مدرسة بالقرب من جامع زَيْرَك بإستانبول، وهناك صورة فوتوغرافية لشاهد قبره القديم نشرها شرف الدين يالتقايا في مقدمة كشف الظنون. وفي عام ١٩٥٣ م شُيدت له مقبرة جديدة ونُقِش على شاهدها الجديد اسمه وتاريخ وفاته.


(١) انظر: جهاننما، طوب قابي، روان، رقم ١٦٢٤، ١/ أ.
(٢) انظر: مكتبة الفاتح، رقم ٥٣٣٥، ٤٤ / أ.
(٣) انظر: نتائج الأزهار، مكتبة جامعة إستانبول ٢٩٢٣. T.Y ٩/ أ، ورقم ٣٣٨٦ Y. T ، ١٥ / ب.
(٤) انظر: مكتبة حالت أفندي، رقم ٦٢٧، ورق ٣٦١/ أ وما بعدها.
(٥) انظر: Izahli Osmanli Tarihi Kronolojisi، Ist.١٩٤٨، III، s.٤٢٣:

<<  <  ج: ص:  >  >>