للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالهبة، وظاهرٌ أنّ منفعة هذا العلم جليلة وإن كانت الحاجة إليه قليلة. ومن كتبه: كتاب لأفضل الدِّين الخُونجي. أقول: هذا العلمُ يَؤول إلى علم الجبر والمقابلة، وفيه: تأليفٌ لطيفٌ لأبي حنيفة أحمد بن داودَ الدِّينَوَري، المتوفى سنة إحدى وثمانين ومئتين (١)، وكتاب نافع لأحمد بن محمد الكرابيسي، وكتابٌ مفيدٌ لأبي كاملٍ شُجاع بن أسْلَم ذَكَر فيه كتاب الوصايا بالجَزُور للحَجّاج بن يوسف.

ومنها: علم حسابِ الدِّرهم والدِّينار، وهو علمٌ يتعرَّفُ منه استخراج المجهولاتِ العددية التي تزيدُ عِدَّتُها على المعادلاتِ الجَبْريّة. ولهذه الزيادةِ لقَّبوا تلك المجهولات بالدرهم والدينار والفلس وغير ذلك. ومنفعته كمنفعة الجبر والمقابلة فيما تتكثر فيه أجناس المُعادلة (٢). ومن الكتب فيه: كتاب لابن فلوس المارديني، والرِّسالةُ المَغْرِبيّة، والرِّسالة الشاملة للخرقي، والكافي، للكَرْخي، ومختصره، للسمولِ المَغْربي. كذا في "إرشاد القاصد".

ومنها: علم حِساب الفرائض (٣)، وهو علم يتعرفُ منه قوانين تتعلق


(١) هكذا ذكر وفاته هنا، وتقدم في ترجمته في (١١٤٠) أنه توفي سنة ٢٨٢ هـ أو ٢٩٠ هـ.
(٢) في م: "يكثر فيه الأجناس المعادلة"، والمثبت من خط المؤلف.
(٣) جاء في حاشية النسخة بخط المؤلف التعليق الطويل الآتي: "قال صاحب منية الألمعي: الفرائض لما كان متعلقا بقسمة التركات اضطر الناظر فيها إلى معرفة الحساب إذ كل أمر عددي مفتقر إلى معرفة الأحكام العددية واستخراج المجهول من المعلوم ومعلوم أن من تَعَرَّض للفتيا في ميراث من غير علم بمستحقي ذلك من جهة الفقه وكيفية القسمة عليهم من جهة الحساب لا سيما في مسائل الدور والوصايا فإنما هو لاعب ولاء، وإذا اعتقد الفقيه أنه يتكفل بالفتيا وبكل الحساب إلى أهله فقد ظن خطأ إذ كانت الفتيا في بعض المواضع متعلقة بالحساب فإذا أفتى فيها المفتي من غير علم بالحساب فإنما هو مُقَلّد، والفتيا والحكم لا يكونان بالتقليد، وإذا تأمل المنصف مسائل الدور والوصايا علم أن الفقه فيها ممتزج بالحساب، فلا يقدر الحاسب أن يجيب بشيء منها ما لم يكن عنده من الفقه أصل يعتمد عليه، وكذلك الفقيه لا يقدر على فهم شيء منها على الوجه الصحيح ما لم يكن له في الحساب يد صالحة لا سيما إذا وقع فيها ما يُقصد به المعاياة. انتهى".

<<  <  ج: ص:  >  >>