للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بقسمةِ التَّرِكة، مثل: تصحيح السَّهام لذوي الفُروض إذا تعددت وانكسرت أو زادَتِ الفروضُ على المال أو كان في الفريضة إقرار وإنكار، وهذا الجزء من الحساب باعتبارِ الحُكم الفقهي.

ومنها: علم حساب الهواء، وهو علمٌ يُتعرَّفُ منه كيفية حسابِ الأموالِ في الخيال بلا كتابة، ولها طُرُقٌ وقوانين مذكورةٌ في بعض الكتبِ الحِسابية. وهذا (١) عظيمُ النَّفْع للتجار في الأسفار وأهل السُّوق من العوام الذين لا يعرفونَ الكتابة، وللخَواصِّ إذا عَجَزوا عن إحضار آلاتِ الكتابة.

ومنها: علم حساب العقود، أي: عقود الأصابع، وقد وضعوا كلا منها بإزاء أعدادٍ مخصوصةٍ ثم رَتَّبوا لأوضاع الأصابع آحادًا وعشرات ومئات وألوفًا، ووَضَعوا قواعدَ يُتعرَّفُ بها حِسابُ الألوف (٢) فما فوقها. وهذا عظيم النَّفْع للتجار سيَّما عند استعجام كلُّ من المتبايعيْنِ لسانَ الآخَر وعند فَقْدِ آلاتِ الكتابة. والعصمةُ عن الخطأ في هذا العلم أكثر من حساب الهواء. وكان هذا العلمُ يَستعمله الصَّحابة كما وقع في الحديث في كيفية وضع اليد على الفَخِذ في التشهد أنه عَقَد خمسًا وخمسين، يعني أَنَّ النَّبِيَّ عَقَد أصابع اليد غيرَ السَّبّابة والإبهام وحَلّق الإبهام معها، وهذا الشَّكل في العلم المَذْكورِ دال على العددِ المرقوم، فالراوي ذكر المدلول وأراد الدال، وهذا دليلٌ على شيوع هذا العلم عندهم. وفي هذا العلم أرجوزة لا بن الحَرْب أورَدَ فيها مقدار الحاجة، ورسالةٌ لشَرَفِ الدِّينِ اليَزدي أورَدَ فيها قَدْرَ الكِفاية.

ومنها: علم أعدادِ الوَفْق، وسيأتي في الواو.


(١) في م: وهذا العلم، ولفظة "العلم" لا وجود لها بخط المؤلف.
(٢) في الأصل: "ألوف".

<<  <  ج: ص:  >  >>