للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أنه عُرِض على عبد الله بن طاهر خطُّ بعض الكتاب، فقال: ما أحسَنَه لولا أنّه (١) أكثَر شُونيزه. ويقال: كثرةُ النَّقط في الكتاب سوء الظن بالمكتوب إليه. وقد يقعُ بالنَّقط ضرَرٌ كما حُكِي أن جَعْفَرًا المتوكل كتب إلى بعض عُمّاله أَنْ أَحْصِ مَن قِبَلَك من المُذْنِبين (٢) وعَرَّفْنا بمبلغ عددهم، فوقع على الحاء نُقطةٌ، فجمَعَ العاملُ مَن كان في عمله منهم وخَصَاهم فماتوا غيرَ رَجُلَيْنِ. إلا في حروفٍ لا يُحتمل غيرُها، كصُورة الياء والنُّون والقافِ والفاء المفردات وفيها أيضًا مُخيَّر.

ثم أورد في الشُّعبة الثانية علومًا متعلقة بإملاء الحروف المفردة (٣)، وهي أيضًا كالأولى، فمنها: علم تركيب أشكال بسائطِ الحروف من حيثُ حُسنُها، فكما أنّ للحروفِ حُسنًا حالَ بَساطِتها فكذلك لها حُسن مخصوص حال تركيبها من تناسب الشكل ومبادئها أمورٌ استحسانيَّةٌ تَرجِعُ إلى رعاية النّسبة الطّبيعية في الأشكال، وله استمداد من الهندسيات، وذلك الحُسُن نوعان: حُسنُ التشكيل في الحروف يكون بخمسةٍ أَوَّلُها: التَّوفِيَة، وهي أن يُوفِّيَ كل حرف من الحروف حظه من التَّقوس والانحناء والانبطاح، والثاني: الإتمام، وهو أن يُعطى كلَّ حرفٍ قِسمته من الأقدار في الطُّول والقَصْر والدقة والغِلَظ (٤). والثالث: الانكباب والاستلقاء، والرابع الإشباع، والخامس: الإرسال وهو أن يُرسِلَ يدَه بسرعةٍ وحُسنُ الوَضْع في الكلمات، وهي ستة: الترصيف، وهو وَصْل حرف إلى حرف، والتأليف، وهو: جَمْعُ حرفٍ غير


(١) سقطت هذه اللفظة من م.
(٢) في م: "الذميين"، والمثبت من خط المؤلف، وهو الموافق لما في مفتاح السعادة ١/ ٩٠ الذي ينقل منه.
(٣) مفتاح السعادة ١/ ٩١.
(٤) في م: "والغلظة"، والمثبت من خط المؤلف، وهو الموافق لما في مفتاح السعادة.

<<  <  ج: ص:  >  >>