للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والثاني: وهم (١) الأكثرُ يقول: إنه مُستخرجٌ بعده إما بإلهامٍ من الله كما هو مذهب بقراط وجالينوس وجميع أصحاب القياس وشعراء اليونان، وإما بتجربة من النّاس كما ذَهَب إليه أصحابُ التَّجربة والحِيَل وثاسلسَ المُغالِطِ وفيلن. وهم مختلفون في الموضع الذي استُخرِج. فبعضُهم يقولُ: إِنّ أهلَ مِصرَ استخرَجُوه ويصححونَ ذلك من الدَّواء المسَمَّى بالرَّاسِن، وبعضُهم يقولُ: إنْ هِرمِسَ استخرجه (٢) مع سائر الصَّنائع، وقيل (٣): أهل فولس، وقيل: أهل مورسيا وأفروجيا، وهم أول من استخرَج الرُّمَرَ أيضًا، وكانوا يَشْفُونَ بالألحان والإيقاعات آلامَ النَّفْس، وقيل: أهل قوّة، وهي الجزيرة التي كان بها بقراط وآباؤه.

وذكر كثير من القُدَمَاءِ أَنه ظَهَر في ثلاثِ جزائر إحداها رودس، والثانية: تُسمّى فيندس، والثالثة: قوّة. وقيل: استَخرَجَه الكِلدانيون، وقيل: السَّحَرَةُ (٤) من اليَمَن، وقيل: مِن بابل، وقيل: من فارِسَ. وقيل: استَخرَجَه الهند، وقيل: الصَّقالبة، وقيل: أهل أقريطش، وقيل: أهل طُورِ سَيْناء. والذين قالوا بالإلهام (٥) يقول بعضهم: هو إلهام بالرُّؤيا واحتجوا بأنّ جماعةً رأوا في الأحلام أدويةً استعملوها في اليقظة فشَفَتْهم من أمراض وشَفَت كل من استعملها، وبعضُهم يقول: إلهام (٦) من الله بالتجربة، وقيل: إنّ الله خَلَقَ الطِّب لأنه لا يمكن أن


(١) في م: "وهو"، والمثبت من خط المؤلف.
(٢) في الأصل: "استخرج"، ولا تستقيم.
(٣) في م: "وبعضهم يقول"، والمثبت من خط المؤلف.
(٤) في م: "وقيل: استخرجه السحرة"، والمثبت من خط المؤلف.
(٥) في الأصل: "بإلهام".
(٦) في م: "بإلهام"، والمثبت من خط المؤلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>