للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَستخرِجَه عقلُ إنسان، وهو رأي جالينوس. قال صاحب (١) "عيون الأنباء": وأما نحن فالأصوَبُ عندَنا أنّ الله (٢) خَلَق صناعة الطِّبِّ والهَمَهَا النَّاسَ، وهو أجلُّ من أن يُدركه العقل؛ لأنا لا نجدُ الطِّب أَخسَّ من الفلسفةِ التي يَرَوْنَ أن استخراجها كان من عند الله بإلهام منه للناس فوجودُ الطِّب بوَحْيِ وإلهام من الله تعالى. قال ابن أبي صادق في آخِر شَرحه لمسائل حُنَيْن: وجَدتُ النّاسَ في قديم الزمان لم يكونوا يقنعونَ من هذا العلم دون أن يُحيطوا علمًا بجُل أجزائه ويقوانين طرق القياس والبرهان التي لا غنى بشيءٍ (٣) من العلوم عنها، ثم لما تراجعت الهمم عن ذلك أجمعوا [على] (٤) أنه لا غنى لمَن يُزاول هذا العلم من إحكام سنةَ عَشَر كتابًا لجالينوس كان أهل الإسكندرية لخصوها لتقبائها المتعلمين، ولمّا قَصُرَت الهمَمُ بالمُتأخرين عن ذلك أيضًا وَظّف أهل المعرفة على من يَقنَعُ من الطب بأن يتعاطاه دون أن يتمهرَ فيه أن يُحكِمَ ثلاثةَ (٥) كتب من أصوله، أحدها: مسائل حُنَيْن، والثاني: كتاب "الفصول" لبُقراط، والثالث: أحدُ الكُنَّاشتَيْنِ الجامعتين للعلاج، وكان خيرها كُنَّاشُ ابن سَرافيون.

وأول من شاع عنه الطبُّ: أسقلنبيوس، عاش عالمًا معلمًا من عُمُره أربعين سنةً وخَلَّف ابنَيْنِ ماهِرَيْنِ في الطب وعهد إليهما أن لا يُعلِّما الطبَّ إلا لأولادهما ولأهل بيته وعهد إلى من يأتي بعده كذلك.


(١) في م: "فإنه قال كما نقله عنه صاحب"، والمثبت من أصل المؤلف.
(٢) في م: "أن نقول أن الله"، والمثبت من أصل المؤلف.
(٣) في م: "الشيء"، والمثبت من خط المؤلف.
(٤) ما بين الحاصرتين زيادة منا.
(٥) في الأصل: "ثلاث".

<<  <  ج: ص:  >  >>