للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال ثابتٌ: كان في جميع المعمور لأسقلنبيوس اثنا عشر ألف تلميذ وأنه كان يُعلِّمُ الطب مشافهة وكان آل أسقلنبيوس يتوارَثُونَ صناعة الطب إلى أن تضعضع الأمرُ في الصِّناعة على أبقراط، ورَأى أنّ أهلَ بيتِه وشِيعته قد قَلُّوا ولم يأمَنْ أن تنقرضَ الصَّناعة، فابتدأ في تأليف الكتب على جهة الإيجاز.

قال عليُّ بن رِضْوان كانت [صناعة] (١) الطب قبلَ بُقراط ذخيرةً يكنِزُها الآباء للأبناء، وكانت في أهل بيتٍ واحدٍ منسوب إلى أسقلنبيوس. وهذا الاسم إمّا اسمُ مَلَك بَعَثَهُ اللهُ يُعلِّم النّاسَ الطب أو اسم قوّة الله عَلَّمت النَّاسَ الطب. وكيف كان فهو أول من علم صناعة الطب ونُسِبَ المتعلم إليه على العادة في تسمية المعلم أبا. وكان ملوكُ اليونانِ والعُظماء منهم لم يكونوا يُمكِّنونَ غيرهم من تعليم الطب، وكان تعليمهم إلى أبنائهم بالمخاطبة بلا تدوين وما احتاجوا تدوينَه دَوَّنوه بلُغْزٍ حتى لا يفهمه أحدٌ سواهم فيفسر ذلك اللغز الأبُ للابن.

وكان الطب في المُلوكِ والزُّهّادِ فقط يقصدون به الإحسان إلى النّاس من غيرِ أُجرة، ولم يزَلْ كذلك إلى أنْ نَشَأ بقراط من أهل قوّة وذمقراط من أهل أندرا، وكانا متعاصرَيْنِ، أمّا ذمقراط فتزهد وأمّا بُقْراطُ فَعَمَد إلى أنْ دَوَّنه بإغماض في الكتب خوفًا على ضَياعه، وكان له وَلَدانِ: ثاسبسالسُ ودرافن وتلميذ وهو فولونس، فعلمهم ووَضَع عهدًا وناموسًا ووصيّةً عرّف فيها جميع ما يحتاج إليه الطَّبيبُ في نفسه.


(١) ما بين الحاصرتين زيادة منا.

<<  <  ج: ص:  >  >>