للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بأنواع المكاشفة والإيناس … إلخ. قال: لمّا جَمَعتُ العُمْدتَيْنِ: "عُمدة الأبرار" و"عمدة الأخيار" من الرِّواياتِ والأخبار في المسائل التي يفعلها أهل التصوف من العبادات وشاعا في البلاد، ومضى بعد ذلك مدة من الأعوام والسنين فَوَجَدتُ جُملةً من الروايات والمنقولات فأردتُ أن أُلحقها في عُمدةٍ أخير فرتبته (١) ترتيبًا جديدًا ونَقَلتُ الرَّواياتِ بلفظها، وإن كرّر من الكتب العربية والفارسية، لأكون أبعد من العُهدة إلا في بعض المواضع، وجَعَلتُ أبوابه (٢) ثلاثةً وستِّينَ وفصوله (٣) مئة وخمسةٌ وستِّينَ مُوافِقةً لعدد أبواب العوارف وسمَّيتُه (٤) بـ "الفَتاوَى الصُّوفيّة في طريق البهائية" ليكون موشحًا (٥) بين الأنام بخطاب شيخ المشايخ أبي محمد زكريا الملتاني القُرَشي. قال: لمّا بَلَغَه "العُمْدة" (٦)، أشار إلي الناس بالاستنساخ والتحمل، فبالغتُ في المطالعة والدراسةِ فوجدتُ جَمَّةً من الروايات (٧)، فجمعتُ ثانيًا "عُمدة الأخيار فصارَتْ ضِعفَ "العُمدة"، فلما وصل إليه أيضًا أمَرَ بفَتْح أوله وأواسطه وآخره (٨)، وقَرأتُ ما فيها فبَكَى وقال بالفارسيّة: خداي تعالى أزوي قبول كرد. ولمّا جمَعتُ الفَتاوَى وحَكَم قاضي بلدِنا مُلتان فَخْر الدين بن سالار الدَّهْلَوِيُّ في جواز هذه المسائل واستحبابها رأيتُ شيخي في المنام كأني قدمت بين يديه لإمامة صلاة الفجر واقتَدَى عليَّ معَ جَمْع كثير، فلما فرغتُ تأخَّرتُ كما


(١) في م: "أخيرة فرتبتها"، والمثبت من الأصل.
(٢) في م: "أبوابها"، والمثبت من الأصل.
(٣) في م: "وفصولها"، والمثبت من الأصل.
(٤) في م: "وسميتها"، والمثبت من الأصل.
(٥) في م: "لتكون موشحة"، والمثبت من الأصل.
(٦) في م: "كتاب العمدة"، والمثبت من الأصل.
(٧) بعدها في م: "لم تستوف حقها"، ولا أصل لها في الأصل.
(٨) في م: "أولها وأوسطها وآخرها"، والمثبت من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>