خليفة في تأليفه لهذا الكتاب النادر، فقد ارتأى مركز دراسات المخطوطات الإسلامية بمؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي ضرورة إصدار نشرة نقدية لهذا النص وإتاحته للعلماء والباحثين، وإخراجه للأجيال القادمة، لا سيما بعد ملاحظة الأخطاء الكثيرة الواقعة في النشرتين السالفتين، إضافة إلى الأخطاء التي وقع فيها مؤلّف الكتاب نفسه في أسماء الكتب وأسماء مؤلفيها ووفياتهم، ونسبة الكثير من الكتب إلى غير مؤلّفيها، خاصة وأنه لم تتح له الفرصة لإعادة النظر في المسودة التي وضعها، والتي أصبحت المورد الوحيد لهذا النصّ المهم. وقد أوكل مركز المخطوطات هذه المهمة الثقيلة إلى العالمين البارعين، الأخوين الأستاذ الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلى والأستاذ الدكتور بشار عواد معروف وفريقه من المحققين).
إنّ النشرة التي يتشرّف مركز المخطوطات بمؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي بأن يقدّمها بين أيديكم هي أوّل نشرة علمية نقدية بحق لهذا النص المهم، "كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون"، حيث بذل فيها من الجهد المحمود في اعتماد نسخة المؤلف المبيضة، وما لم يبيض من المسودة، والتعليق عليها، وتصحيح آلاف الأخطاء الواقعة فيها؛ فضلا عن تجلية ما أُبهم من نصوصها. وممّا يميّز هذه النشرة أنها لا تنحصر فقط في ضبط النشرة الكاملة للمخطوطة، وتحقيقها تحقيقا نقديًا علميًّا واضحًا ودقيقا فحسب، بل كذلك من نواح أخرى كثيرة، من بينها تذييلها بمسارد تحليلية شاملة.
نرجو أن تكون مؤسسة الفرقان - بهذا الإنجاز الكبير وهذه الذخيرة النفيسة - قد أضافت لبنةً جديدةً لمكتبة التراث، وأتاحت مفتاحًا ثمينا للعلماء والباحثين