للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

توفِّي سنة ١٧٥ (١). قال السُّيوطي في طالمُزهر" (٢): وهو أَوَّلُ مَن صنَّف فيه. وهذا الكتابُ أولُ التآليف. قال الإمامُ فَخْرُ الدِّين في "المحصول" (٣): أصل الكتب في اللُّغة: كتابُ العَيْن. وأطبق الجمهور على القَدْح فيه. ويُفهم من كلام السيرافي في "طبقاته" أنه لم يُكمله (٤) بل أكثرُ النّاس أنكروا كونه من تصنيفه، قال بعضُهم: وإنّما هو لليث بن نصر بن سَيّار الخُراساني، وقيل: عَمِل الخليل قطعة من أوله إلى آخر حرف العين، وكمَّله اللَّيْثُ، ولهذا لا يُشبه أوله آخِرَه.

وعن ابن المعتزِّ (٥): كان الخليل منقطعًا إلى الليث، فلمّا صنفه وَقَع عنده موقعًا عظيمًا، فأقبل على حفظه وحَفِظ منه النصف، ثم اتفق أنه احترق ولم يكن عنده نسخةٌ أخرى، والخليل قد مات، فأملى النصف من حِفظه وجَمَع علماء عصره فيكملوه (٦) على نَمَطِه. أورَدَ ذلك ياقوت في "معجم الأدباء" (٧).

وعن أبي الطِّيب اللُّغويّ (٨) أنّ الخليلَ رَتَّب أبوابه وتوفِّي من قَبْل أَن يَحشُوه. قال ثعلب: وقد حَتَّى قوم من العلماء، إلا أنه لم يؤخذ منهم (٩) روايةٌ فاختل لهذا. وعن ابن راهويه: كان الخليلُ عَمِل منه بابَ العَيْن وحدَه، وأحبّ اللَّيثُ أن يَنفُقَ سوقُ الخليل فصنف باقيه وسمَّى نفسَه الخليل من حُبَّه له، فهو


(١) هكذا بخطه، وقيل: سنة ١٧٠ هـ، كما هو معروف.
(٢) المزهر ١/ ٦١ - ٦٢.
(٣) هذا كلام السيوطي في "المزهر".
(٤) هذا كلام السيوطي أيضًا.
(٥) كذلك.
(٦) هكذا بخطه، والذي في المزهر ١/ ٦٢: "أن يكملوه".
(٧) هذا كله من المزهر ١/ ٦٢.
(٨) هو عبد الواحد بن علي اللغوي والنص في كتابه "مراتب النحويين"، وعنه نقل السيوطي في المزهر.
(٩) في م: "عنهم"، والمثبت من خط المؤلف، وهو الموافق لما في "المزهر" الذي ينقل منه المؤلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>