١٤٦٨٤ - وفي شَرْح خُطبةِ "الكَشّاف" مختصرٌ لبعض الأفاضل؛ قال صاحب القاموس: قال بعضُ الطَّلبة وأثبته بعضُ المُعتنين بالكشاف في تعليقٍ له عليه: إنه كان في الأصل كتب "خَلَق" مكان "أنزَل"، وبالآخرة: غيره المصنف أو غيرُه حِذارًا من الشَّناعة الواضحة. فقول [هذا قول] ساقط جدا، وقد عرضتُ على أستاذي، فأنكره غاية الإنكار، وأشار إلى أن هذا القولَ بمعزل عن الصَّواب لوجهين: أحدهما: أن الزَّمَخْشَرِيّ لم يكن لتفوته اللطائفُ المذكورة في "أنزَل" وفي "نَزَل" في مُفتَتَح كلامه ويَقتبلَ كلمةً خالية من ذلك، والثاني: أنه لم يكن يأنفُ من انتمائه إلى الاعتزال وإنّما كان يفتخر بذلك. وأيضًا، أتَى عَقِيبه بما هو صريح في المعنى ولم يبل بأنه قبيح، وقد رأيتُ النسخة التي بخط يده بمدينة السَّلام مُختبئة في تُربةِ الإمام أبي حنيفة خالية عن أثر كشط وإصلاح. انتهى.
١٤٦٨٥ - قال شَمْسُ الدِّين الأصفهانيُّ (١) في تفسيره "الجامع بين التفسير الكبير والكشاف" تتبَّعتُ الكشاف فوجدتُ أَنَّ كلّ ما أَخَذه أخذَهُ من الزجاج.
قال الشَّيخُ حَيْدرٌ في "حاشية الكشاف" إلى قريبِ الحزبِ الثالث بعد قوله: الحمدُ لله الذي صَوَّر بكمال فضله وجُودِه وجود الإنسان … إلخ، وبعد، فإنّ كتابَ الكشاف كتابٌ عَليُّ القَدْر رفيعُ الشأن لم يُرَ مِثْلُه في تصانيف الأولين ولم يُرو شبيهه في تأليف الآخرين، اتفقت على متانة تراكيبه الرشيقة كلمةُ المَهَرة المُتقنين، واجتمعت على رصانة أساليبه الأنيقة ألسِنةُ الكَمَلةِ المُفْلِقين، ما قَصَّر في تنقيح قوانين التفسير وتهذيب براهينه وتمهيد قواعده