رأيت مقالًا للصواب مُفارِقا … فأغمدت سيف الحقِّ منه المفارقا مقال حسودٍ شابَهَ الشعر نظمه … وإن لم يضع معنًى من الحُسن مابقا يحُثُّ على التفسير كي يُقتدى به … ويُحسَبُ فيه أنه كان صادقا ويمدح بالإتقان شيخ زمخشرٍ … ويهجوه لما صار في الفضل فائقا هو الشَّمس لما لاح ضوء جبينها … أغابت نجوما في السماء شوارقا وما ذنبه في العلم إلا ارتقاؤه … من العدل طَوْدًا شامخ الرأس شاهقا ولم يكُ جَبْريًّا ولا متزندِقًا … ولا فلسفيا بالجهالة ناهقا أتى بكتابٍ أعجز الناسَ نَسْخُهُ … وكان لعادات الأفاضل خارقا وسمّاه بالكشاف علما بأنه … يكشفُ من آي الكتاب حقائقا ونوه بالتوحيد والعدل واقتفى … طرائق ساداتٍ أثابوا الطرائقا وفارق أهل الجبر والجهل واقتدى .... لأهل الهدى والعدل فيه موافقا فلما رأوه شيّد العدل قوله … وهدَّ بناءَ الجَبْر سموه مارقا دَعُوا ذَمَّه أو فاخرونا بمثله .. وهيهات أن يحكي البغاثُ البواشقا فلا تأخذوا من علمه وتسللوا … لأخذكمو منه العلوم البواسقا فمن أخذ الدينار من حرز أهله … ولم يتوازنهم به كان سارقا ومن أظهر الدِّين الحنيف لسانه … ولم يُخلص الإيمانَ عُدَّ منافقا للمولى الفاضل علي بن الحِنائي: لقد قلتُ لمّا أن تملكتُ نُسخةً … لفاضل تفتازان من شرح كشّافِ عليك سلام الله سعد فإنّنا … تداوي عليل الجهل من شَرْحِك الشّافي (١) توفِّي سنة ٧٦٢ هـ، وتقدمت ترجمته في (٢٥٤٣).