للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هذا المقام في الطَّعن في أولياء الله وكتب منها ما لا يليقُ بالعاقل أن يَكتُبَ مِثلَه في كتُبِ الفُحش، فهَبْ أنه اجترأ على الطعن في أولياء الله فكيف اجتراؤه على كتبه ذلك الكلام الفاحش في تفسير كلام الله المجيد؟ ومنها: أنه كشَفَه بإظهار الفضائل والكمالات، قائدًا زِمامه وساوس الأوهام والخيالات، وأن يَعرِفَ طبقات الآفاق، أنه مع تبحره في جميع العلوم على الإطلاق، موصوف بلطائف المُحاورة ونفائس المُحاضرة أورَدَ فيها أبياتًا كثيرةً وأمثالًا غزيرةً بنيت على الهَزْل والفُكاهة أساسهما وأوقدت على المزاح البارد نبراسهما، وهذا أمر من الشَّرع والعقل بعيدٌ سيّما عند أهل العدل والتَّوحيد. ومنها: أنه يَذكُرُ أَهلَ السُّنّة والجماعة وهم الفرقة الناجية بعباراتٍ فاحشة، فتارةً يعبر عنهم بالمُجبرة وتارةً يَنسُبُهم على سبيل التّعريض إلى الكفر والإلحاد، وهذه وظيفةُ السُّفهاء الشُّطَار لا طريقة العلماء الأبرار (١).


(١) كتب المؤلف في حاشية النسخة ما يأتي: "في الكشاف" وصاحبه لبعض أهل السنة:
عليك بتفسير القُرانِ ودرسِهِ … يُنيلُك صَفْوًا من معانيه رائقا
ولا تَعْدُ عن كشافِ شيخ زمخشَرٍ … وكاشف به باغي الكراماتِ خارقا
فكشف بالكشاف لا خابَ سعيه … مغطى خَبِياتٍ تبدَّت حقائقا
لقد خاض بحرًا ثم أبدى جواهرًا … ولولا اغتيالُ الشيخ قد كان غارقا
ولكنه فيه مجالٌ لناقدٍ … وزَلاتُ سُوءٍ قد أخَذْنَ المخانقا
فيثبت موضوع الأحاديث جاهلا … ويعزو إلى المعصوم ما ليس لائقا
ويستحسنُ القولَ الضَّعيف تعصُّبًا … لمذهب سُوءٍ فيه أصبح مارقا
ويشتم أعلامَ الأئمةِ ضِلَّةً … ولا سيّما أن أولجوه المضائقا
لئن لم تداركه من الله رحمةٌ … لسوف يُرى للكافرين مرافقا =

<<  <  ج: ص:  >  >>