للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

١٤٩٠٩ - كليلة ودمنة (١):

وهو كتابٌ في إصلاح الأخلاق وتهذيب النُّفوس، مقاصده مبنية على قواعد الحكمة العملية وَضَعه بيدبا الفيلسوفُ لملك من ملوك الهند اسمه دابشلم، فوَضَع على رأسه تاجا إكراما له واستوْزَره أَخْفَى منه الحِكةَ من العوام من ألسنة البهائم والطُّيور (٢)، وهي على أربعةَ عَشَرَ بابًا (٣).

١٤٩١٠ - ولما سمع أنوشروان ورام تحصيله (٤) أرسل طبيبًا يقال له: برزويه (٥)، فأخرجه من الهند وترجم له بالفارسية.


(١) كتب المؤلف هذه المادة مرتين، إحداها وأتمها هذه، وأما الأخرى فهي: "كليلة ودمنة وضع بيدبا الفيلسوف الهندي لدابشلم ملك الهند، ولمّا أَلَّفَهُ وَضَع التاج على رأسه وجَعَله وزيره. وهو كتابٌ على ألسنة البهائم والطيور تنزيهًا للحكمة وفنونها ومحاسنها وعيونها وصيانةً لغَرَضه الأقصى فيه من العوام وضِنّةً به على جُهَلاء الطَّعَام. وحُكي عن كسرى أنوشروان أنّه لما سمعَ كتاب كليلة ودمنة أرسل برزويه الحكيم إلى بلاد الهند لاستخراج الكتاب، وأعطاه خمسين جرابًا في كل جراب عشرة آلاف دينار، فلمّا استخرج هذا الكتاب معَ الشَّطرنج التام الذي هو عشَرةٌ في عشرة من بلاد الهند نَقَله من الهندية إلى الفارسية.
وفي سنة خمس وستين ومئة نقله عبد الله بن هلال الأهوازي من الفارسية إلى العربية ليحيى بن خالد البرمكي في خلافة المهدي. وقد نَظَم "كليلة" سهل بن نوبخت الحكيم ليحيى بن خالد البرمكي وزير المهدي والرشيد، فلما وقف عليه أجازه على ذلك ألف دينار. وكان الملك صاحب الأندلس بالغَرْب سمع به فكاتبه وسيَّر له هدايا وتحفًا غريبة بضروبٍ من الخواص الرُّوحانية وسيّر له كتاب "كليلة ودمنة".
(٢) هكذا العبارة مضطربة، والمراد أنه أخفى الحكمة التي في هذا الكتاب عن العوام حينما جعله على ألسنة البهائم والطيور.
(٣) في الأصل: "أبواب"، وكتب المؤلف هذه العبارة خارج النص، فاسترجمنا أن موضعها هنا.
(٤) كتب المؤلف في الحاشية: "ورام لما سمع به تحصيله بلطيف الحيل، وكان يقرأ ويطالع ويعمل بمضمونه في إمر (الحُكم؟) ".
(٥) ترجمته في: عيون الأنباء، ص ٤١٣، وسلم الوصول ١/ ٣٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>