للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

العلم على حَذَر ممّن يأخُذُ (١) عنك، واعلم أنه من المفترض علينا كتمانُ هذا العلم وتحريم إذاعته لغير المستحِق من بني نَوْعِنا وأن لا نكتمه عن أهله؛ لأنّ وَضْعَ الأشياء في محالها من الأمور الواجبة، ولأن في إذاعتِه خَراب العالم وفي كتمانه عن أهله تضييعًا لهم. وقد رأينا أنّ الحكمة صارت في زماننا مُهَدَّمَةَ البنيان لا سيّما وطَلَبةُ هذا الزَّمان من أجهَل الحيوان قد اجتمعوا على المُحال، فإنهم ما بين سُوقةٍ وباعة والبَطَّالينَ وأصحابِ دهاءٍ ومُشعبِذِينَ لا يدرون ما يقولون، فأخَذوا يتذاكرونَ الفقر ويذكرون أنّ في الكيمياء غناءَ الدَّهرِ ويأتونَ على ذلك بزخارف الحكايات، ومع ذلك لا يجتمع أحد منهم مع الآخر على رأي واحد، لا يدرون كيف الطَّلبُ معَ أن حَجَرَ القوم لا يعدو هذه المولدات الثلاث، لكنّ جهالاتِهم أوقعتهم في الضَّلالِ البعيد، ورأينا أنه وَجَب علينا النَّصيحةُ على مَن طلب الحكمة الإلهيّة وهذه الصَّناعةِ الشَّريفة الفلسفية، فوضعنا لهم كتابنا الموسوم بـ "بُغْيَةِ الخَبير في قانون طلب الإكسير"، ثم وَضَعْنا "الشَّمسَ المُنير في تحقيق الإكسير". وفي رسالةِ البُخاري دلائلُ نَقْليّةٌ وعقليّةٌ لهذا الفن في مجموعة (٣٦) (٢). وفيه رسالة (٣) ابن سينا المسماة بـ "مرآة العَجائب". أَوَّلُ مَن تكلّم في علم الكيمياء ووَضَع فيها الكتب وبيّن صنعة الإكسير والميزان ونظر في كتب الفلاسفة في (٤) أهل الإسلام: خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان.

وأوَّلُ مَن اشتهر هذا العلم عنه: جابر بن حَيّانَ الصُّوفي من تلامذة خالد، قيل (٥):


(١) في م: "يأخذه"، والمثبت من خط المؤلف.
(٢) في م: "وعقلية تبلغ ستة وثلاثين"، والمثبت من خط المؤلف.
(٣) في م: "وفيه أيضًا رسالة"، ولفظة "أيضًا" لا أصل لها في أصل المؤلف.
(٤) في م: "من"، والمثبت من خط المؤلف.
(٥) في م: "كما قيل"، والمثبت من خط المؤلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>