للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

حكمةٌ أورثناها جابرٌ … عن إمامٍ صادق القول وَفي

لِوَصيِّ طاب في تربتِهِ … فهو كالمسك ترابُ النَّجَفِ

وذلك لأنه وفيٌّ لعليٍّ واعترف له بالخلافة وتَرَك الإمارة.

اعلَمْ أنّه فَرَّقَها في كتبٍ كثيرة، لكنّه أوصل الحقَّ إلى أهله ووَضَع كلّ شيءٍ في محلِّه، وأوصَلَه مَن جَعَله الله سببًا له في الإيصال، ولكن أشغَلَهم بأنواع التّدهيش والمُحال لحكمة ارتضاها عقله ورأيه بحسَب الزَّمان، ومع ذلك فلا يخلو كتاب من كتبه من فوائد عديدة.

وأمّا من جاء بعدَ جابرٍ من حكماء الإسلام مثلَ: مَسْلمةَ بن أحمد المَجْريطي وأبي (١) بكرٍ الرّازي وأبي (٢) الأصبغ بن تمّام العراقي والطُّغرائي والصادق محمد بن أميل التميمي والإمام أبي الحَسَن علي صاحب "الشُّذور"، فكل منهم قد اجتهد غاية الاجتهاد في التعليم. والجَلْدكي متأخِّرُ عنهم.

اعلَمْ (٣) أن جماعة من الفلاسفة، كالحكيم هرمس وأسطانيس وفيثاغورس، لما أرادوا استخراج هذه الصناعة الإلهية جَعَلُوا أَنفُسَهم في مقام الطَّبيعة، فعَرَفوا بالقوّة المَنطِقيّة والعلوم التجارِبيّة ما دَخَل على كل جسم من هذه الأجسام من الحر والبرد والرطوبة واليبس (٤) وما خالطه أيضًا من الأجسام الأُخر، فعَمِلوا الحيلة في تنقيص الزائد وتزييد الناقص من الكيفيّاتِ الفاعلة والمفعولة والمنفعلة لعلّة تلك الأجسام على ما يراد منها بالأكاسير الترابية والحيوانية والنباتية المختلفة في الزمان والمكان وأقاموا التكليس مقامَ حَرْق المعادن


(١) في الأصل: "وأبو".
(٢) كذلك.
(٣) في م: "ثم اعلم"، ولفظة "ثم" من كيس الناشرين.
(٤) في م: "واليبوسة"، والمثبت من خط المؤلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>