للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال: نودِعُه لُمَعَ ما في ذَيْنِكَ الكتابَيْنِ مما ضمناهما وغير ذلك من أنواع العُلوم وأخبارِ الأَمَم. قال (١): كنا قد أتينا على جميع تسمية أهل الأعصار من رواة الآثار ونَقَلةِ السِّير والأخبار، وطبقات أهل العلم من عَصْر الصَّحابة، ثم من تلاهم إلى سنة ٣٣٢، في كتابنا "أخبارِ الزَّمان" وفي "الأوسط" وسميته "بمروج الذهب" لنفاسة ما حواه، وجعلته تحفة الأشراف لما قد ضمنته من جُمَل ما تُدافع الحاجة إليه وتُنازِعُ النُّفوسُ إلى علمه، ولم نترك نوعًا من العلوم ولا فنًّا من الأخبار إلا أوردناه فيه مفصلًا أو مُجمَلًا، فمَن حرف شيئًا من معناه أو أزال رُكنا من مَبْناه أو طَمَس واضحةً من معالمه أو لبس شاهدة (٢) من تراجمه أو غيّره أو بَدَّله أو انتَخَبَه أو اختصره، أو نَسَبه إلى غيرنا أو أضافه إلى سوانا، فوافاه من غَضَب الله ووقوع نِقَمِه وقوادح بلاياه ما يعجز عنه صبرُه ويُخاذِلُه فكره، وجَعَله مُثْلةً للعالمين وعبرةً للمعتبرين وآيةً للمتوسمين، وسَلَبه الله تعالى ما أعطاه وحال بينه وبين ما أنعم به عليه من قوة ونعمة مُبتدع السَّماواتِ والأرض من أي ملل كان، إنه على كلِّ شيءٍ قدير. وقد جَعَلْتُ هذا التخويف في أوَّل كتابي وآخِره ليكونَ رادعًا لمن مَيّله هوًى أو غَلَبه شقاءٌ، فلْيُراقب أمرَ رَبِّه وليُحاذِرُ مُنقَلَبَه، فالمدة يسيرة والمسافة قصيرة، وإلى الله المصير.

١٦٣٤٥ - مُروجُ النَّظَر (٣).

١٦٣٤٦ - مَرْهَمُ العِلَل المُعطلة في الرد على أئمة المعتزلة:

للإمام عبد الله (٤) بن أسعد اليافعي، توفِّي سنة (٥)


(١) مروج الذهب ١/ ٥.
(٢) في الأصل: "شاهد"، والمثبت من المروج.
(٣) هكذا ذكره من غير ذكر مؤلفه.
(٤) تقدمت ترجمته في (٧٠٥).
(٥) هكذا بيض لوفاته لعدم معرفته بها حال الكتابة، وتوفي اليافعي سنة ٧٦٨ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>